لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (57) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بُشْرًا) : يُقْرَأُ بِالنُّونِ وَالشِّينِ مَضْمُومَتَيْنِ، وَهُوَ جَمْعٌ، وَفِي وَاحِدِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: نَشُورٌ، مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ؛ أَيْ: يَنْشُرُ الْأَرْضَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَرَكُوبٍ بِمَعْنَى مَرْكُوبٍ؛ أَيْ: مَنْشُورَةً
بَعْدَ الطَّيِّ، أَوْ مُنَشَّرَةً؛ أَيْ: مُحْيَاةً مِنْ قَوْلِكَ؛ أَنْشَرَ اللَّهُ الْمَيِّتَ فَهُوَ مُنْشَرٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ نَاشِرٍ، مِثْلَ نَازِلٍ وَنُزُلٍ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ النُّونِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ عَلَى تَخْفِيفِ الْمَضْمُومِ،وَيُقْرَأُ: نَشْرًا بِفَتْحِ النُّونِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ، وَهُوَ مَصْدَرُ نَشَرَ بَعْدَ الطَّيِّ، أَوْ مِنْ قَوْلِكَ أَنْشَرَ اللَّهُ الْمَيِّتَ فَنُشِرَ؛ أَيْ: عَاشَ وَنَصْبُهُ عَلَى الْحَالِ؛ أَيْ: نَاشِرَةً أَوْ ذَاتَ نَشْرٍ، كَمَا تَقُولُ جَاءَ رَكْضًا؛ أَيْ: رَاكِضًا. وَيُقْرَأُ «بُشُرًا» بِالْبَاءِ وَضَمَّتَيْنِ، وَهُوَ جَمْعُ بَشِيرٍ، مِثْلُ قَلِيبٍ وَقُلُبٍ، وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِسُكُونِ الشِّينِ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى (يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ) [الرُّومِ: 46] . وَيُقْرَأُ «بُشْرَى» مِثْلُ حُبْلَى؛ أَيْ: ذَاتَ بِشَارَةٍ، وَيُقْرَأُ: «بَشْرًا» بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الشِّينِ، وَهُوَ مَصْدَرُ بَشَرْتُهُ إِذَا بَشَّرْتَهُ. (سَحَابًا) : جَمْعُ سَحَابَةٍ، وَكَذَلِكَ وَصَفَهَا بِالْجَمْعِ. (لِبَلَدٍ) : أَيْ: لِإِحْيَاءِ بَلَدٍ. (بِهِ الْمَاءَ) : الْهَاءُ ضَمِيرُ الْبَاءِ، أَوْ ضَمِيرُ السَّحَابِ، أَوْ ضَمِيرُ الرِّيحِ، وَكَذَلِكَ الْهَاءُ فِي «بِهِ» الثَّانِيَةِ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
تعليقات (0)