المنشورات
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (64) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (حَسْبُكَ اللَّهُ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، وَقَالَ قَوْمٌ حَسْبُكَ مُبْتَدَأٌ، وَاللَّهُ فَاعِلُهُ؛ أَيْ: يَكْفِيكَ اللَّهُ.
(وَمَنِ اتَّبَعَكَ) : فِي «مَنْ» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: جَرٌّ عَطْفًا عَلَى الْكَافِ فِي حَسْبُكَ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ؛ لِأَنَّ الْعَطْفَ عَلَى الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ مِنْ غَيْرِ إِعَادَةِ الْجَارِّ لَا يَجُوزُ. وَالثَّانِي: مَوْضِعُهُ نَصْبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ تَقْدِيرُهُ: وَيَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ.
وَالثَّالِثُ: مَوْضِعُهُ رَفْعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَيَكُونُ خَبَرًا آخَرَ؛ كَقَوْلِكَ الْقَائِمَانِ زَيْدٌ وَعَمْرٌو، وَلَمْ يُثَنِّ حَسْبُكَ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ.
وَقَالَ قَوْمٌ: هَذَا ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ الْوَاوَ لِلْجَمْعِ، وَلَا يَحْسُنُ هَاهُنَا كَمَا لَمْ يَحْسُنْ فِي قَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَثُمَّ هُنَا أَوْلَى. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: وَحَسْبُكَ مَنِ اتَّبَعَكَ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
13 ديسمبر 2023
تعليقات (0)