المنشورات
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ
فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : أَيْ فِيمَا نَقُصُّ عَلَيْكَ مَثَلُ الْجَنَّةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِيهَا أَنْهَارٌ) : مُسْتَأْنَفٌ شَارِحٌ لِمَعْنَى الْمَثَلِ.
وَقِيلَ: (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : مُبْتَدَأٌ، وَ (فِيهَا أَنْهَارٌ) : جُمْلَةٌ هِيَ خَبَرُهُ.
وَقِيلَ: «الْمَثَلُ» زَائِدٌ، فَتَكُونُ «الْجَنَّةُ» فِي مَوْضِعِ مُبْتَدَأٍ؛ مِثْلُ قَوْلِهِمْ:
. . . ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا وَ «اسْمُ» زَائِدٌ.
(غَيْرِ آسِنٍ) : عَلَى فَاعِلٍ، مِنْ أَسَنَ بِفَتْحِ السِّينِ؛ وَأَسِنٍ، مِنْ أَسِنَ بِكَسْرِهَا، وَهِيَ لُغَةٌ.
وَ (لَذَّةٍ) : صِفَةُ الْخَمْرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرٌ؛ أَيْ ذَاتِ لَذَّةٍ.
وَ (مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) أَيْ لَهُمْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ صِنْفٌ أَوْ زَوْجَانِ.
(وَمَغْفِرَةٌ) مَعْطُوفٌ عَلَى الْمَحْذُوفِ؛ أَوِ الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ وَلَهُمْ مَغْفِرَةٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَنْ هُوَ) : الْكَافُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ أَيْ حَالُهُمْ كَحَالِ مَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي الْإِقَامَةِ الدَّائِمَةِ.
وَقِيلَ: هُوَ اسْتِهْزَاءٌ بِهِمْ.
وَقِيلَ: هُوَ عَلَى مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ أَكَمَنْ هُوَ.
وَقِيلَ: هُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ أَيْ يُشْبِهُونَ مَنْ هُوَ خَالِدٌ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
15 ديسمبر 2023
تعليقات (0)