المنشورات

كتاب المنتظم: منهجه، وأسلوبه

الكتاب: منهجه وأسلوبه:
يتكون كتاب المنتظم من ثمانية عشر جزءا وذلك طبقا لنسخة أحمد الثالث، ومفقود من هذه النسخة الجزء الأول والثالث عشر، ولذلك قمنا بإكمالها من نسخة تراخانة ذات الخط الدقيق جدا وذلك لأنها هي النسخة الوحيدة التي تحتوي على الجزء الأول. أما الجزء الثالث عشر فقد اعتمدنا على نسخة تراخانة أيضا بالإضافة إلى النسخ الأخرى التي سنوضحها في عرضنا لمخطوطات الكتاب فيما بعد، إذ أننا بصدد عرض المحتوى العام للكتاب وعرض لأسلوبه ومنهجه.
فيتكون الجزء الأول من تسع وثلاثين ورقة من القطع الكبير من نسخة تراخانة تشمل مقدمة الكتاب وبداية الخلق حتى وفاة يحيى بن زكريا عليه السلام.
والجزء الثاني يتكون من تسع وأربعين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل الأحداث من وفاة يحيى بن زكريا عليه السلام حتى السنة الثامنة من النبوة.
والجزء الثالث يتكون من أربع وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل الأحداث من السنة العاشرة من النبوة حتى السنة العاشرة من الهجرة.
والجزء الرابع يتكون من سبع وأربعين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل الأحداث من السنة العاشرة من الهجرة حتى السنة الثامنة والعشرين.
والجزء الخامس يتكون من أربع وأربعين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل الأحداث من السنة التاسعة والعشرين حتى السنة الحادية والستين.
والجزء السادس يتكون من تسع وأربعين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، وتشمل على الأحداث من السنة الحادية والستين حتى وفيات السنة الخامسة والتسعين.
والجزء السابع يتكون من خمس وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل على وفاة الحجاج حتى بداية السنة السابعة والثلاثون بعد المائة من الهجرة.
والجزء الثامن يتكون من سبع وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل حوادث السنة السابعة والثلاثين بعد المائة حتى السنة الرابعة والسبعين بعد المائة.
والجزء التاسع يتكون من تسع وعشرين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل حوادث السنة الخامسة والسبعين بعد المائة حتى حوادث السنة الثالثة والتسعين بعد المائة.
والجزء العاشر يتكون من اثنتين وأربعين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، تشمل على حوادث السنة الرابعة والتسعين بعد المائة إلى حوادث السنة السادسة عشرة بعد المائتين.
والجزء الحادي عشر ويتكون من ثلاث وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، وتشمل الحوادث من السنة السابعة عشرة بعد المائتين حتى السنة السابعة والأربعين بعد المائتين.
والجزء الثاني عشر ويتكون من خمس وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، وتشمل الحوادث من السنة الثامنة والأربعين بعد المائتين حتى ذكر خلافة المكتفي باللَّه تعالى.
والجزء الثالث عشر يتكون من حوالي سبع وثلاثين ورقة من القطع الكبير من نسخة تراخانة وتشمل الأحداث من سنة تسع وثمانين بعد المائتين حتى السنة الثالثة والثلاثين بعد الثلاثمائة.
والجزء الرابع عشر يتكون من أربع وخمسين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، وتشمل الحوادث من باب خلافة المتقي للَّه حتى السنة السابعة والثمانين بعد الثلاثمائة.
والجزء الخامس عشر يتكون من إحدى وستين ومائة ورقة من نسخة أحمد الثالث، وتشمل الحوادث من السنة الثامنة والثمانين بعد الثلاثمائة حتى السنة السابعة والأربعين وأربعمائة.
والجزء السادس عشر يتكون من اثنتين وخمسين ومائة ورقة، وتشمل الحوادث من السنة الثامنة والأربعين وأربعمائة حتى السنة التاسعة والسبعين وأربعمائة.
والجزء السابع عشر، يتكون من مائة وخمسين ورقة، وتشمل الحوادث من السنة الثمانين بعد الأربعمائة حتى السنة الثالثة والخمسين بعد الخمسمائة.
والجزء الثامن عشر يتكون من ثلاث وعشرين ومائة ورقة، وتشمل الحوادث من السنة الرابعة والخمسين بعد الخمسمائة حتى السنة الرابعة والسبعين بعد الخمسمائة.
أما عن منهج وأسلوب ابن الجوزي ومصادره في المنتظم فيحتاج ذلك إلى دراسة مستفيضة لكي تتناول جميع النقاط الرئيسية التحليلية لأسلوبه ومنهجيته في سرد الأحداث والتراجم والنقد والتعقيب إلى غير ذلك من نقاط الدراسة، وقد قام بالفعل بهذا المجهود الشاق الأستاذ الدكتور/ حسن عيسى علي الحكيم، ونال بهذه الدراسة درجة الدكتوراه من جامعة بغداد، وقد طبعت هذه الرسالة ببيروت، عالم الكتب سنة 1985.
ونحن في هذا المقام نسترشد بما قام به السيد الدكتور من دراسة بأسلوب مختصر بما يليق بكونها مقدمة للكتاب وليست دراسة مستفيضة.
بدأ ابن الجوزي كتابه بمقدمة أوضح فيها أهمية التاريخ ومناهج المؤرخين الذين سبقوه وتنوع مذاهبهم، وقد أراد ابن الجوزي أن يكون التاريخ عبرة وعظة لرجال الحكم والسياسة بقوله: «إن الشرع هُوَ السياسة، لا عمل السلطان برأيه وهواه» حيث ان للتاريخ فائدتين: هما دراسة الحازمين والمفرطين ومعرفة عواقب أحوالهم، والتطلع على عجائب الأمور وتقلبات الزمن.
ثم افتتح ابن الجوزي «المنتظم» بذكر الدليل على وجود الله، منتهجا منهج الكلاميين في إثبات وجوده عز وجل.
ثم تتبع قصة الخلق وما جرى فيها ناقلا وناقدا ومحللا، ثم انتقل من حديثه عن الخليقة وخلق الأرض إلى النبوات بدءا بآدم عليه السلام وانتهاء برفع عيسى عليه السلام. ثم خصص للأمم بعد النبوات جانبا، فهو مرة يفصّل، ومرة يوجز، فهو عند تناوله للحوادث المتعلقة بالعرب وبخاصة بين عرب الحيرة والزباء، ولكنه أغفل الحياة الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية، ولم يذكر من أيام العرب سوى الفجار أثناء حديثه عن السيرة النبويّة، ولم يشر إلى شعراء العرب، وأصحاب المعلقات، سوى امرئ القيس الّذي ورد ذكره عند حديثه عن كسرى أنوشروان، وقد أوجز في حديثه عن عرب الأنبار وعلاقتهم بطسم وجديس، وذكر زرقاء اليمامة، ولم يغفل علاقة الزباء السياسية بعمرو بن عدي، معتمدا في ذلك على ابن الكلبي.
هذا وقد أطال ابن الجوزي في تاريخ الفرس وملوكهم حيث تناولهم الواحد بعد الآخر، موليا لكسرى أنوشروان أهمية بارزة.
أما دولة الروم فلم يعطها أهمية كبيرة، وإنما ذكر بعض حوادث الروم وعلاقاتهم مع الفرس، وبناء القسطنطينية.
ولم يذكر من ملوك اليونان سوى الإسكندر المقدوني وبطليموس، وجانب من الحياة العلمية عند اليونان.
وأغفل ابن الجوزي تاريخ الصين ومصر خلافا لسلفيه اليعقوبي والمسعودي، وقد تأثر في ذلك بالطبري.
وخصص بعد ذلك الإمام ابن الجوزي جانبا كبيرا من «المنتظم» للسيرة النبويّة تناول فيها مرحلة المولد وما كان فيها من أحداث، ثم مرحلة النبوة، وقد انتهج في مرحلة النبوة منهجا مختلفا ابتداء من السنة الأولى من النبوة ولمدة ثلاث عشرة سنة.
ثم بعد ذلك مرحلة الهجرة والّذي بدأ به منهجا آخر ابتداء بالسنة الأولى من الهجرة وحتى نهاية الكتاب، فهو يذكر حوادث كل سنة ويختمها بوفيات هذه السنة، فيقول عند الحوادث: (ثم دخلت سنة ... ) وعند ذكر الوفيات: (ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر) ويتخلل ذلك فصول وأبواب عن أشهر الحوادث.
وبعد الانتهاء من عصر الرسالة وتقصّي أحداثها بدقة واستفاضة تناول ابن الجوزي العصر الراشدي متناولا الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت خلال هذه الفترة، فتناول حركات الردة، وحوادث الجزيرة، وحركات التحرير في العراق وبلاد الشام ومصر، وحروب الجمل وصفين والنهروان إلى غير ذلك. وقد تعرض أيضا للحوادث الإدارية والاجتماعية والاقتصادية.
ثم بعد ذلك تناول العصر الأموي، وقد شغلت الحوادث السياسية في هذا العصر جانبا كبيرا، حيث تناول ثورة الحسين رضي الله عنه واستشهاده، وتناول أيضا حركة زيد بن علي، وحركات الخوارج، وحركة صالح بن مسرح الخارجي، والحركة الزبيرية وغيرها من الحركات السياسية.
ولم يغفل علاقة الدولة الأموية بالروم، ومواصلة الأمويين زحفهم لتحرير الأندلس، ومناطق كثيرة من المشرق الإسلامي.
وكذلك تعرض للحوادث الإدارية في العصر الأموي من تخطيط مدينة واسط، وكذلك تعرض للحوادث الطبيعية من حرائق وقحط وفيضانات وسيول وزلازل إلى غير ذلك من حوادث طبيعية.
ثم تناول بعد ذلك العصر العباسي وفق نفس المنهج الّذي انتهجه منذ السنة الأولى من الهجرة، وهذه الفترة تنحصر بين عام 132 هـ- إلى 574 هـ-. وقد تناول ابن الجوزي جميع النواحي السياسية بالتفصيل، وكذلك الجوانب الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وكذلك الظواهر الطبيعية من رياح وحرارة وأمطار وثلوج وزلازل وشهب وحرائق وفيضانات وجفاف وآفات وأمراض وأوبئة. كما لم يغفل الجانب العمراني من بناء المساجد والقصور وغيرها.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید