المنشورات

شمشون

قَالَ مؤلف الكتاب [1] : كان فِي الفترة، وكان رجلا صالحا من قرية من قرى الروم، وكان قومه يعَبْدون الأوثان.
قَالَ وهب بْن منبه: كان يغزوهم ويجاهدهم فيقتل ويسبي ويصيب المال ولا يقاتلهم إلا بلحي/ جمل [2] ، وكان قد أعطي قوة فِي البطش فلا يوثقه حديد ولا غيره، فلم يقدروا عَلَيْهِ، فدخلوا عَلَى امرأته فجعلوا لها جعلا، فقالت: أنا أوثقه لكم، فأعطوها حبلا وثيقا، وَقَالُوا: إذا نام فأوثقي يده إِلَى عنقه حَتَّى نأتي فنأخذه، ففعلت، فلما هب جذبه بيده فوقع من عنقه [3] ، فَقَالَ لها: لم فعلت هَذَا؟ قالت: أجرب به قوتك [4] ، فأرسلت إليهم تخبرهم، فأرسلوا إليه جامعة من حديد فلما نام، جعلتها فِي عنقه، فلما هب [5] جذبها فوقعت، وقال: لم فعلت، قالت [6] : أجرب قوتك، ما رأيت مثلك فِي الدنيا يا شمشون، أما فِي الأرض شَيْء يغلبك قَالَ: لا، إلا شَيْء واحد، قالت: وما هو؟ قَالَ: ما أنا بمخبرك به، فلم تزل به تسأله حَتَّى [7] قَالَ: ويحك إن أمي جعلتني نذرا، فلا يغلبني شيء ولا يضبطني إلا شعري، قالت: فلما نام، أوثقت يده إِلَى عنقه بشعر رأسه فأوثقه ذلك، وبعثت إِلَى القوم، فأخذوه، فجدعوا أنفه [وأذنيه] [8] وفقئوا عينه وأوثقوه [9] للناس بين ظهراني المدينة، ودعا اللَّه أن يسلطه عليهم، فأمر أن يأخذ بعمودين من عمد المدينة، كانت المدينة ذات أساطين، فأخذ بالعمودين اللذين عليهما الملك والناس الذين ينظرون إليه فجذبهما، ورد [10] اللَّه عز وجل إليه بصره، وما أصابوا من جسده ووقعت المدينة بالناس والملك فهلكوا.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید