المنشورات

الإسراء والمعراج

فمن ذلك: المعراج.
قال الواقدي: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان في السنة الثانية عشرة [1] من النبوة، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا.
وروي عن أشياخ أخر قالوا: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبعة عشر من ربيع الأول، قبل الهجرة بسنة.
وقال مؤلف الكتاب: ويقال إنه كان ليلة سبع وعشرين من رجب [2] .
أخبرنا هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جعفر قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حدثني أبي قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ، قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ- وَرُبَّمَا قَالَ قَتَادَةُ: فِي الْحِجْرِ- مُضْطَجِعٌ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: الأَوْسَطُ بَيْنَ الثَّلاثَةِ. قَالَ: فَأَتَانِي فَقَدَّ- وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ:
فَشَقَّ- مَا بَيْنَ هَذِهِ [إِلَى هَذِهِ» ] [3] .
قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ/ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ. [وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصَّتِهِ] [4] إلى شعرته.
قال: «فاستخرج قلبي» قال: «فأتيت بِطَسْتٍ مِنْ [ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا] [1] وَحِكْمَةً، فَغَسَلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيَد، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ [الْبَغْلِ] [2] وَفَوْقَ الْحِمَارِ، أَبْيَضَ» .
قَالَ: فَقَالَ لِلْجَارُودِ: أَهُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَقْعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ.
قَالَ: «فَحُمِلْتَ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى أَتَى بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل:
أوقد أرسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ» .
قَالَ: «فَفُتِحَ لَنَا، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ. فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السلام وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفُتِحَ.
قَالَ: «فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ، فَقَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا فَرَدَّا السَّلامَ، ثُمَّ قَالا: مَرْحَبًا بالأخ الصالح والنبي الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال:
جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ونعم الْمَجِيءُ جَاءَ» .
قَالَ: «فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ، إِذَا يُوسُفُ. قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصالح والنبي الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال:
محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ونعم المجيء جاء» .
قَالَ: «فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ» .
قَالَ: «ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى [1] السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
جِبْرِيلُ. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: / أوقد [أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل] [2] مرحبا به، ونعم المجيء جاء» .
قال: «ففتح، فلما خلصت فَإِذَا هَارُونُ. [قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ» ] [3] قَالَ:
«فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بالأخ الصالح والنبي الصَّالِحِ» .
قَالَ: «ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ. قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، ونعم المجيء جاء» .
قال: «ففتح، فلما خَلَصْتُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى. قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ.
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلامَ، ثُمَّ قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصَّالِح» .
قَالَ: «فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي [لأَنَّ] [3] غُلامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي» .
قَالَ: «ثُمَّ صَعَدَ حَتَّى أَتَى إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ. فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ» .
قَالَ: «فُفِتَح، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ. فَقَالَ: هَذَا [أَبُوكَ] [4] إِبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ» . قَالَ: «فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ والنبي الصالح» .
قَالَ: «ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ. فَقَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى» .
قَالَ: «وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ» .
قَالَ: «ثُمَّ رُفِعَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ» .
قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: أنه رَأَى الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لا يَعُودُونَ مِنْهُ [1] .
ثُمَّ رَجِعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، قَالَ:
«ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ» قَالَ: «فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ.
قَالَ: هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ» .
قَالَ: «ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلاةُ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» [2] .
قَالَ: «فَرَجِعْتُ، فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ [3] قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فقال: إن أُمَّتُكَ لا تَسْتَطِيعُ/ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبِرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ [وَعَالَجْتُ بَنِي إسرائيل] [4] أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ» .
قَالَ: « [فَرَجِعْتُ] [5] ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجِعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟
قُلْتُ: أُمِرْتُ بِأَرْبَعِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ أَرْبَعِينَ صَلاةً [6] كُلَّ يَوْمٍ، فَإِنِّي جَرَّبْتُ النَّاسَ [7] قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك» .
قَالَ: «فَرَجِعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخَرَ، فَرَجِعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟
قُلْتُ: بِثَلاثِينَ صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تَسْتَطِيعُ لِثَلاثِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ [1] قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك» .
قَالَ: «فَرَجِعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا أُخَرَ، فَرَجِعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟
قُلْتُ: أُمِرْتُ بِعِشْرِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ لِعِشْرِينَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبِرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف» .
قَالَ: «فَرَجِعْتُ، فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجِعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ لِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبِرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ» .
قَالَ: «فَرَجِعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجِعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: إن أمتك لا تستطيع لخمس صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ خَبِرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ» .
قَالَ: «قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. فَلَمَّا نَفَذَتْ نَادَى مُنَادٍ: قَدْ أَمْضَيْتُ فريضتي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي» . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ [2] .
وَبِالإِسْنَادِ قَالَ أَحْمَدُ [3] : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ/ أَوْفَى، عَنِ ابن عباس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فُظِعْتُ بِأَمْرِي [1] وَعَرِفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ» .
قَالَ: فَقَعَد [2] مُعْتَزِلا حَزِينًا، فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ [3] فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هل كان مِنْ شَيْءٍ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» .
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ» [4] .
قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟.
قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» .
قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانِينَا؟! قَالَ: «نَعَمْ» .
قَالَ: فَلَمْ يَرَ أَنْ يُكَذِّبَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِنْ دعي قَوْمَهُ إِلَيْهِ [5] .
قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ، أَتُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي [6] ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍ.
حَتَّى انْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا.
قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ» .
قالوا: إلى أين؟
قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» .
قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانِينَا؟! قَالَ: «نَعَمْ» .
قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ، وَوَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعِجِّبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ [1] .
قَالُوا: أَوَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ- وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدَ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « [فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ] [2] فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ» .
قَالَ: «فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عُقَيْلٍ- أَوْ عُقَالٍ- فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» . قَالَ: وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ، فَقَالَ قَوْمٌ: أَمَّا النَّعْتُ فو الله لَقَدْ أَصَابَ [3]






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید