أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ، [قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمُهْتَدِي] [3] ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ 2: 245 [4] . قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الأَنْصَارِيُّ: [يَا رَسُولَ اللَّهِ] ، وإن اللَّهُ لَيُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ» قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَنَاوَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَّ يَدَهُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ حَائِطِي، قَالَ: وَحَائِطُهُ لَهُ فيه ستمائة نَخْلَةٍ، وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَنَادَى: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، قَالَتْ: لَبَّيْكَ، قَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ- وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: فَعَمَدَتْ إِلَى صِبْيَانِهَا تُخْرِجُ مَا فِي أَفْوَاهِهِمْ وَتَنْفُضُ مَا فِي أَكْمَامِهِمْ.
وَحَضَرَ ثَابِتٌ يَوْمَ أُحُدٍ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فَصَاحَ: إِلَيَّ يَا مَعْشَر الأَنْصَارِ. إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، فَقَاتِلُوا عَنْ دِينِكُمْ. فَنَهَضَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَقَدْ وَقَفَتْ لَهُ كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ فِيهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَعِكْرِمَةُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالرُّمْحِ فَأَنْفَذَهُ فَوَقَعَ مَيِّتًا وَقُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ بَرَأَ مِنْ جِرَاحَاتِهِ وَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، مَرْجِعَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَ جِنَازَتَهُ
مصادر و المراجع :
١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
(المتوفى: 597هـ)
تعليقات (0)