المنشورات
استقلال الرموز الشعرية
يشير التعبير الى ان الكلمات في الشعر ليست مجرد
علامات للاشارة » فلها دور اكبسر من ذلك » لان الادب
الشعري يستخدم خواص أخرى للكلمات بالاضافة الى
خواصها الاشارية ٠ وتلك الصفات هي : (() قابلية
الكلمات لان تنتظم في مجموعات ايقاعية (؟) ايحاءاتها
المعية واللمسية () قرابتها الغرضية لكلمات خرى ٠
وتصبح تلك الخواص ) وغيرها. ( الكامنة ف اللغة العادية
حاسمة في الشعر وهي تنصهر مع الوظينفة الاشارية لتعطي
للرمزية الادبية. ما يميزها عن الرمزية غير الادبية ء كما. آن
اللغة العادية تستخدم الكلمات التي تقوم مقام اشياء
نعرفها كاشارات في حريّة لا تعرفها الاشياء نفنها ء
فتلك اللغة تجمع الكلمات بطرائق غريبة على طبيعة هذه
الاشياء التي ت تشير اليها ٠ وذلك الاستخدام يصل في الادب
الى درجة أكبر : فالشفاه تستطيع أن تكون عمياء »
ويعبر الانسان قنطرة من قوس قزح ٠ فما يميز الادب
هو ان التجربة النفسية الخيالية وخبرات الرؤى ( ترابنطات
الخيال غير المنتظمة). هي جزء من مادة الادب ٠ فنحن نجد
اذن آن الاشارات اللفظية التي هي في حد ذاتها موثقة
بأشياء لها صفات وعلاقات ثابتة تكتسب في الترابط
الادبي ( أي حينما تلتئم معا في صياغة ادبية ) حرية
جديدة لحركتها وتاثيرها ٠ ويقدم الاذب بذلك تننىقا رمزيا
شبه مستقل ٠١
ولكن هذا الاستقلال للنسق الرمزي الاذبي ليس.
مطلقا فالاذب يعمل بمواد لها افصاحها السابق قبل اق
تدخل الادب © ويعجز عن أن يشن بمفرده غارة - لا يستعين
فيها الا بنفسه ۔ على ما لا يفصح عن نقنه آو يبين ٠
ولا ات تعترف الرمزية بذلك وتعتبر الكلمة ا( مثل النغمة
أو اثر الفرشاة ا) قائمة بذاتها مستقلة تماما » وتعتبر أن
الادب لا ينقول شيئا وتجول القصيدة الى ما يشبه الطقس
الشعائري أو القطعة اللوسيقيّة التجريدية فالقضيدة لا
تعني شيئا خارجها » انها تكون فحسب ٠ توجد فحسب ٠
ولكن ذلك يبدو حدا أو أفقا مثاليا لا أمرا واقعا ٠ فالقصيدة
تقوم بما هو أكثر من أن تقول شيئا على وجه التحديد بأن
تقول شيئا أولا وبواسطة ذلك القول ٠ فالقصيدة لا ينمكن
أن نوجد على الاطلاق الا خلال معناها ٠
وكان الادب الرومانسي منغمسا قبل الرمزية في
أمنيات التقدم السياسي والاجتماعي » ولكن ما حدث ف
أوروبا من خيبة أمل حرم الرومانسية من ذلك النبع من منابع
الحيوية ٠ وبدة البحث عن فلسفة تقوم على نزعة الاسرار
الباطنة الخفية ) غير العلمية ( فقد صاحب التقدم في
العلم خيبة الامل السياسية ) ٠ وبدأت الرمزية قي تمجيد
الحلم وأشكال السحر والفنون التي لا تعتمد على اتساق
منطقي أو قول استدلالي مثل الموسيقى والرقص ٠ كما
بد البحث عن تأثيرات ادبية لا تستخدم القول الاستدلالي
مثل الرمز والصورة الحنية ٠ وبذلك حدث تجاوز الحد ص
والاننقال من الرغبة في طريقة حقيقية نوعية نميز الادب في
استيعاب الواقع الانساني الى نفخ في ذلك التمايز النوعي
الى الحد الاقصى ٠ وقد قطعت الكلمات بعيدا عما تشير
اليه واستخدمت الاشياء التي تشير اليها الكلمات كتمائم
وقطع سحرية او صور حسية جزئية ٠١ وذلك على النقيض
من النظرة التقليدية التي تذهب الى آن القول الشمري
تعلق بحيوية اختيار الكلمات الدالة وتنقيتها ٠ ولكن يجب
أن نعرف ما للنظرة التقليدية من صدق وما لها من حدود ٠
فالمحتوى الاشاري للقصيدة موجود ولكنة ليس الا جزعا
صغيرا من كليتها ٠ فالبناء الكلي للقصيدة أكبر كثيرا من
محتواها الاشاري الذي يقبل ان نلخصه نثرا ٠
مصادر و المراجع :
١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)
٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)
٣- لسان العرب
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)
٤- تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي
٥- كتاب العين
المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)
٦- معجم اللغة العربية المعاصرة
المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل
٧- المعجم الوسيط
المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة
(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)
9 أبريل 2023
تعليقات (0)