المنشورات
وقوع برد عظيم
وفيها: وقع برد عظيم فهلكت قرى، وذكر أنه كان في بعض البرد ما وزنه خمسة أرطال وأهلكت الغلة فلم يقدروا على علف.
وفي ثامن عشر ربيع الأول كثر المد بدجلة وخرق القورج واقبل إلى البلد فامتلأت الصحارى وخندق السور وأفسد الماء السور ففتح فيه فتحة يوم السبت تاسع عشر ربيع فوقع بعض السور عليها فسد بها ثم فتح الماء فتحة أخرى فأهملوها ظنا أنها تنفس عن السور لئلا يقع فغلب الماء وتعذر سده فغرق قراح ظفر والأجمة والمختارة والمقتدية ودرب القيار وخرابة ابن جردة والزيات/ وقراح القاضي وبعض القطيعة 66/ أوبعض باب الأزج وبعض المأمونية وقراح أبي الشحم وبعض قراح ابن رزين وبعض الظفرية ودب الماء تحت الارض إلى أماكن فوقعت.
قال المصنف: وخرجت من داري بدرب القيار يوم الأحد وقت الضحى فدخل إليها الماء وقت الظهر، فلما كانت العصر وقعت الدور كلها وأخذ الناس يعبرون إلى الجانب الغربي فبلغت المعبرة دنانير، ولم يكن يقدر عليها.
ثم نقص الماء يوم الاثنين وسدت الثلمة وتهدم السور وبقي الماء الذي في داخل البلد يدب في المحال إلى إن وصل بعض درب الشاكرية ودرب المطبخ، وجئت بعد يومين إلى درب القيار فما رأيت حائطا قائما، ولم يعرف أحد موضع داره إلا بالتخمين، وإنما الكل تلال فاستدللنا على دربنا بمنارة المسجد فانها لم تقع، وغرقت مقبرة الإمام أحمد وغيرها من الأماكن والمقابر وانخسفت القبور المبنية وخرج [الموتى على رأس] [1] الماء وأسكر المشهد والحربية، وكانت آية عجيبة، ثم ان الماء عاد [فزاد] [2] بعد عشرين يوما فنقض سد القورج فعمل فيه أياما.
وتنافر الوزير ونقيب النقباء في كلام فوقع بأن يلزم النقيب بيته ثم رضي عنه بعد ذلك واصطلحا.
مصادر و المراجع :
١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
(المتوفى: 597هـ)
29 ديسمبر 2023
تعليقات (0)