المنشورات

جماليات الافلاطونية الجديدة

تذهب تلك الجماليات الى أن الطبيعة كلها محاكا
لشيء آخر والى أن الفن لا يحاكي الاشياء المرئية فحسب
) فهناك مبداً الشكل الذي تولدت الطبيعة وتكونت بفيض
منه ) والى أن الفن يمضي الى ما هو آبعد من المحاكاة ج
فهو يقدم الجمال داخل الفنان } وذلك الجمال ينقص
الموضوع الحسي ‎٠‏ وقد تخلت تلك الجماليات عن 7.
الافلاطوتي الجازم بين المثل السماوية والانعكاس الارضي
حيث يصبح الفن مجرد نسخة فحسب < آو منافس
مجدف ) ووصلت الى فهم للطبيعة الدينامية التشكيلية
للفن الخلاق ‎٠‏ ولم تقف الافلاطونية الجديدة عند ما قالت
به الرواقية من ان العملية الفنية متناغمة مع عمليات.
الطبيعة ( فهي ذات طابع نمو عضوي لا مجرد محاكاة .)
بل تجاوزت ذلك الى ابراز أضداد تلتحم منصهرة » فهناك
التناغم والتماثل ( السيمترية ) وهناك فقدانهما ‎٠‏ واصبح
الجمال ما يفيض بالتناغم والتماثل. لا التناغم والتماثل
ق ذاتهما » وهذا على وجه التحديد ما يجعله قادرا! على
أجتذاب حبنا ‎٠‏ ويتضح ذلك في المقابلة بين روعة جمال
الحي وبين خفوت اثار ذلك الجمال في الميت على الرغم 

من أن الوجه ما يزال يحتفظ باكتماله وتمثله » وفي المقابلة
بين جمال الجمادات الضئيل وصور الحياة التي تفوق
الجمادات جمالا رغم أن بعض الجمادات أكثر سيمترية ‎٠‏

فالجمال ليس في التناغم المجرد بل في حركة اضفاء
الوحدة الحية التي تتغلب على ضروب التنازع والتنافر
وغياب التناغم دون تخل عن تلك الضروب من التنازع
والث قاق ‎٠‏

والافلاطونية الجديدة هي التي أقامت لاول مرة تلك
العلاقة بين الجماليات وعملية الحياة > ( وهي علاقة عميقة
توحد الصلات المتبادلة بين كل الاشياء الحية ) مقابل
الشكلية الارسطية ‎٠‏ وقد استهدفت الافلاطونية الحديثة
استيعاب تدفق الحياة واهوائها بالبصيرة والحدس لا
بالفكر العقلي الاستدلالي وعلى الرغم من قصور تلك
الفلسفة ولا عقلانيتها فقد اسهمت في المجال الفني باثراء
محاولات التعبير عن الحياة تعبيرا مجازيا ‎٠‏

فالحقيقة النهائية عندها لا يمكن وضعها في اشكال
منطقية ‎٠‏ وقد تساءل فلاسفة الافلاطونية الجديدة عن
الاجناس » أهي تجريدات ام .مرتبطة بالصفات الحسية
للافراد أم أن لها وجودا ضمنيا ليصلوا الى منطق حدسي
ينفذ الى العملية الدينامية التشكيلية التحوياية للحياة ‎٠‏
‏وقد عاش هؤلاء الفلاسفة في عالم سقطت فيه أنواع
التوازن الكلاسيكي وبرزت كل أشكال التعبير الاقليمية
والشعبية والوثنية بعد آن عطيت قيمة رمزية وتحولت
الى صور مسيحية ) مثل اقامة تطابة بق بين الفيلسوف
وتلاميذه وبين المنضيح وحوارييه وبين الاسقف والكاهن ‎٠٠‏

٠ ) ‏الخ‎
 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید