المنشورات

حالة الموسيقى في الشعر

في الرمزية الحديثة نتعرف على اتجاه لاستعادة ماكية
الشعر من الوسيقى ) ولاستخدام المصادر والامكانات
الموسيقية للغة استخداما متعمدا ‎٠‏ ولكن موسيقية الشعر
لا تقاس بترابطات صائنة للكلمات ف تعبيرات شبه رقمية
كنسق خالص من الاصوات ‎٠‏ فالموسيقى الشعرىة ليست
علاقات صوتية بسيطة » فذلك يغفل القذرة الممكنة للايحاء
النفسي للكلمات نفسها ‎٠‏ فهناك دزجة من القربى عند
الشاعر الموسيقي بين عالم الصوت وعالم الفكر } وليس الصوت عنده دندنة أو ترنما ‎٠‏ وللوصول الى تلك التناظرات
الخفية الغامضة نجد ان بعض مقاطع الكلمة تمتلك وفاقا
مرهفا دقيقا بينها وبين معنى الكلمة. التي تشكلها نظرا
للذكريات المختلطة التي تستثيرها الكلمة وليس بسبب
الفتنة الصوتية للكلمة نفسها ‎٠‏ فهي تستهوي الذهن
وتحركه في مسار معين ‎٠‏ وليس من الممكن أيضا أن ننظر
الى القيمة السيكولوجية للكلمة وكنزها المخبوء من الصور
والتداعيات بمعزل عن صفاتها الصوتية ‎٠‏ ولا يمكن تمييز
موسيقى السياق اللفظي من معانيه الا تمييزا! تعسفيا ‎٠‏
‏وينبغي اذن آن توضع الموسيقى الداخلية للكلمات فوق
الانسجام الصوتي ( الهارمونيا ) الفيزيائي الكاذب أو ما
يشبهه & فهو لا يبهج الا الاذن فحسب بضوضاء منتظمة
لا قيمة لها.

وبعض شعراء الرمزية يعون جيدا تعقد تلك الظاهرة
ولكن منهم من يزعم - مثل سانت بول رو انه في عمله
الشعري يرتب التدفق الهائل للكلمات بطريقة موسيقية
واضعا اياها على مدرج أوركسترالي » فهنا الاوتار وآلات
النفخ الخشبية وهناك النحاسيات والمرددات ‎٠‏ وهنا نجد
فضيلة قد دفعت الى حدها الاقصى فهزمت نفسها في
عبودية جديدة + فمثل هذا الشاعر يضحي با لوسيقى
الداخلية لحساب قعقعات أو اهتزازات صائنة ‎٠‏

حقا ان ما تحققه الموسيقى خلال التنافر النفمي
8 واعادة توجيه العناصر في كل جديد يتجه نحو
الانسجام ( الهارموني ) في بعض الاحيان له مقابل شعري
في أنواع من تعليق لمعنى القضايا اللغوية ثم الوصول الى
ضروب من الحسم له طابع دوري ‎٠‏ ولكن المعنى اللغوي في الشعر لا الرخامة وحسن الوقع في اداذن هو البنية الهارمونية
للشعر » أما ميلوديا اللفظ فهي أقرب الى لون النغمة
ساه 1008 في الموسيقى ‎٠‏ وهنا يجب أن نفهم المعنى
اللفوى باعتباره لا يتعلق بقضايا القصيدة أو دلالاتها
الاستعارية الواضحة - بل بهما معا في اطار القصيدة امكو"ن
من الجرس الصوتي للكلمات ى والتعاقب في سياق ‏ والايقاع
ومعاودة الوقوع والقافية والصور وسرعة حركاتها أي يتعلق
بالقصيدة كشكل ذي دلالة ‎٠‏

ويناظر اتجاه الرمزية في الموسيقى الشعرية بعض
الاتجاهات في الموسيقى الحديثة من ناحية احتضان نزعة
انطباعية ترفض الحس بالتآزر وتؤكد الجو واللون والمرونة
والحيوية وتهمل التصميم والتوازن البناتي لنصل الى غيوم
واعتام بدلا من منطق واضح ‎٠‏ فهنا وهاك نجد رفضا
للاستمرار الخطي والتصميم السيمتري ودعوة إلى « ثورة »
او الى ردة هارمونية ز ديبوسي مثا ) ‎٠‏ ولكن لا شعراء
الرمزية خلقوا سياقات نفظية جديدة ولا ديبوسي تجاوز
التجميعات الهارمونية القديمة . وكلاهما يستخدم السياق
الهارمونى باعتباره كبانا قاتما بذاته لد مقدرته الخاصة

لا باعتبارد وحدة 3 تنمية أو ه مناقشة » انفعالية و
موسيقية وكانه صورة هيروغليفية تدع: الى انسجام من
آ

أجل الانسجام ن وتقدم نماذج ايقاعية معلقة في الهواء ‎٠‏ وفي
موسيقى انشعر كما في بعض اتجاهات الموسيقى انحديثة
هجر الاتفاق والتضاد والتعليق والنحل عند الروهانسيين
بفصاحته الكلية المنطقية ‎٠‏ واصبح الصوت لا يستثير
استجابة ذهنية كناقوس يدعونا الى كنيسة أو صفارة
تدعونا الى العمل بل أصبح يصدم حواسنا كصورة في حلم :
أ صوت نتعرف عليه نصف تعرف في الطبيعة ويثير حنينا غامضا لا نستطيع أن نتذكر ارتباطاته السابقة » وبدلا من
تكرارات التاكيد نجد تأكيدا! ناكنا يشبه تراتيل كناهن
قديم يحطم المعاني السطحية للجملة بحيث تخاطب « انوار
النفس "» لا الفهم وتقدم عالما من نصف اضاءة ونصف
اظلام وانفعالات تتحقق ف خفوت واعتام ‎٠‏

ونجد احيانا في الشعر الحر ميلا لان ينصهر الايقاع
اللفظي في الايقاع النفسي » لنصل الى بيت شعر خافت
النبرات 2 خافت التاكيد هو بمثابة قضية أو وحدة بنائية
فكرية ‎٠‏

ويبدو ان البالغة في اعتبار الشعر موسيقى قد
استنفدت أغراضها وبدا الرمزيون الجدد يقارنون أنفسهم
بالرسامين ويستجيرون مصطلحات التشكيل ة ويذهبون الى أن
الانسجام ( الهارموني ) قد مات واستتفد امكانياته ولم
يبق من الموسيقى نفينها الا الاسلوب التجريدي » وما زالوا
يواصلون « تحليل » الموسيقى حتى يصلوا الى درجة الغاكها
من الوجود ‎٠‏ فالوعي اإازعوم الجديد النقي الذي لم يضمع
به احد من قبل يحول الموسيقى الى أصوات الكترونية بلا
معنى والصور الشعرية الى مونولوجات تصدر عن غيبوبة >
ويعمل في مواد منظمة مطهرة بشكل مطلق من التراث القني
السابق أي البدء من صفحة بيضاء ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید