المنشورات

السِّرْوَال

السِّرْوَال: كلمة فارسية مُعرَّبة؛ وأصلها في الفارسية: شَلْوار؛ ومعناه: لباس يستر العورة إلى أسفل الجسم (2). واختلف في تذكيره وتأنيثه؛ ولم يعرف الأصمعي فيه إلا التأنيث؛ وشاهد تأنيثه قول قيس بن عُبادة:
أَدَرْتُ لكيما يعرفُ الناسُ أنها ... سراويل قيس والوفود شهود
وألا يقولوا غاب قيس وهذه ... سراويل عاديٍّ نَمَتْه ثمود
واختلف أيضًا في جمعه وإفراده؛ فهناك من اعتبر: السراويل مفردة وجمعها: السراويلات، وهناك من اعتبر: السراويل جمعًا؛ ومفردها سروال وسِرْوالة بكسر السين أو فتحها.
واستدلَّ على ذلك بقول الشاعر:
عليه من اللؤم سِرْوالة ... فليس يِرقُّ لمستعطفٍ
وقد وردت لفظة السراويل في نصوص كثيرة؛ ففى حديث أبى هريرة: أنه كره السراويل المُخَرْفَجة" قال أبو عبيد: هى الواسعة الطويلة؛ لأنها تكشف العورة (3).
وفى الحديث أن امرأة سقطت من على حمار، فأعرض النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- بوجهه عنها، فقالوا: إنها متسرولة، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم اغفر للمتسرولات من أمتى -ثلاثًا-، يا أيها الناس اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم، وحضوا بها نساءكم إذا خرجن" (4).
والسراوين بالنون لغة في السراويل؛والشروال بالشين المعجمة لغة وعليها اصطلاح العامة؛ غير أنهم يخصونها بما يُشدُّ فوق الثياب (1).
وعند دوزى: والسراويل كانت شائعة الاستعمال في الأندلس، وفى المغرب كذلك يُستعمل هذا اللباس؛ فقد كانت النساء المغربيات يرتدين عند خروجهن تلك السراويل الكتانية البيضاء؛ وهى تتدلى حتى تصل إلى مواضع أقدامهن.
ولقد كان الرجال في مدينة فاس يرتدى كل واحد منهم سروالًا من القنب يتدلى حتى كعبى قدميه؛ وهو ضيق للغاية من أسفله. وفى طرابلس الشرق يرتدى الرجال والنساء على السواء سراويل القطن الواسعة الفضفاضة البيضاء؛ وهى تتدلى حتى كعب القدم، ومحكمة الضيق من أسفل، ومتسعة من أعلى.
وفى مصر كان السروال أيضًا واسعًا فضفاضًا، وهو يتدلى حتى الركبتين، وقد يصنع من الجوخ (2).





مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید