المنشورات

الكَلُوتَّة

الكلوتة بفتح الكاف وتشديد التاء: كلمة لاتينية مُعرَّبة؛ وأصلها في اللاتينية: calotte، ومعناها في اللاتينية: قلنسوة، طاقية، وهى في الفرنسية: calotte، وهى في الإنجليزية: calotte. ومعناها: قلنسوة لرجال الدين الكاثوليك (3).
وقيل: إنها معرَّبة من الفارسية؛ وأصلها في الفارسية: كُلُوتة؛ ومعناها: البرقع؛ القلنسوة للأطفال تغطى الوجه (4).
والراجح أنها لاتينية معربة؛ وقد جُمعت على: كلوتات وكلاوت؛ وهى غطاء للرأس تُلبس وحدها أو بعمامة.
وقد استحدث سلاطين الأيوبيين لبس الكلوتة بمصر، فكانوا يلبسون الكلوتات الجوخ الصفر على رؤوسهم بغير عمائم وذوائب شعورهم مرخاة تحتها، وكذلك كان يفعل أمراؤهم وجندهم ومماليكهم. ولم يزل السلاطين والجند يلبسون الكلوتات الصفراء بغير عمامة إلى أواسط دولة المماليك البحرية.
فلما ولى السلطان المنصور قلاوون السلطنة غيَّر هذا الزى إذ أضاف لبس الشاش على الكلوتة. وفى عهد ابنه الأشرف خليل رسم لجميع الأمراء أن يركبوا بين مماليكهم بالكلوتات الزركش وتركلت الكلوتات الجوخ الصفر لمن دونهم، على أنها ظلت تلبس فوق ذوائب الشعر المرخاة على ما كان عليه الأمر أولًا.
فلما ملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون استجد العمائم الناصرية وهى صغار، وحلق رأسه وحلق الأمراء رؤوسهم، وتركت ذوائب الشعر، ثم حلت الكلوتات اليلبغاوية المنسوبة إلى الأمير يلبغا الخاصكى العمرى محل العمائم الناصرية، وظل الأمر على ذلك حتى عهد السلطان الظاهر برقوق أول سلاطين دولة المماليك الجراكسة، فأحدث هذا السلطان الكلوتات الجركسية وهى أكبر من اليلبغاوية وهى التى يُلفُّ حولها منديل فيه انتفاخات، وقد كانت الكلوتة أخف من الشربوش العادى، ولكنها لا تقل عنه مكانة من الناحية الرسمية، وأضحت الكلوتة في العصر المملوكى رمزًا للأرستقراطية العسكرية، وأُطلق عليهم اسم: المكلوتون، وكان السلطان المملوكى يرتدى كلوتة صفراء، وكانت هذه الكلوته أيضًا خاصة بالأمراء وباقى العسكريين، يحيط بحافتها شريط أو بند يطلق عليه اسم: تضريب، وأبازيم يُطلق عليها اسم كلاليب، وكانت تُلبس دون العمامة (1).





مصادر و المراجع :

١- المعجم العربي لأسماء الملابس «في ضوء المعاجم والنصوص الموثقة من الجاهلية حتى العصر الحديث»

إعداد: د. رجب عبد الجواد إبراهيم (كلية الآداب - جامعة حلوان)

تقديم: أ. د/ محمود فهمي حجازي (كلية الآداب - جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید