المنشورات
(غسيل الْمَلَائِكَة)
هُوَ حَنْظَلَة بن أَبى عَامر الأنصارى غسلته الْمَلَائِكَة وَذَلِكَ أَنه خرج يَوْم أحد فأصيب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (هَذَا صَاحبكُم قد غسلته الْمَلَائِكَة) فَسُئِلت عَن ذَلِك امْرَأَته فَقَالَت إِنَّه كَانَ معى على مَا يكون عَلَيْهِ الرجل مَعَ امْرَأَته فأعجلته حطمة بِالْمُسْلِمين منعته عَن الِاغْتِسَال فَخرج فأصيب وَفِيه يَقُول الْأَحْوَص وَكَانَ حَنْظَلَة خَال أَبِيه
(غسلت خالى الْمَلَائِكَة الْأَبْرَار ... مَيتا أكْرم بِهِ من صريع)
وَقد ذكر الْمبرد نَفرا مِمَّن كَانَ بَينهم وَبَين الْمَلَائِكَة سَبَب فَمنهمْ سعد بن معَاذ هَبَط لمَوْته سَبْعُونَ ألف ملك لم يهبطوا إِلَى الأَرْض قبلهَا وَقبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجله وَهُوَ يمشى فى جنَازَته لِئَلَّا يطَأ على جنَاح ملك واهتز لمَوْته عرش الله وفى ذَلِك يَقُول حسان
(وَمَا اهتز عرش الله من موت هَالك ... سمعنَا بِهِ إِلَّا لمَوْت أَبى عَمْرو)
وَكبر عَلَيْهِ رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسعا كَمَا كبر على حَمْزَة وشم من تُرَاب قَبره ريح الْمسك
وَمِنْهُم حسان بن ثَابت قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اهجهم وروح الْقُدس مَعَك) وَقَالَ فى حَدِيث آخر (إِن الله مؤيد حسان بِروح الْقُدس مَا نافح عَن نبيه) وَكَانَ يوضع لحسان مِنْبَر فى مُؤخر الْمَسْجِد يقوم عَلَيْهِ فينافح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمِنْهُم عمرَان بن حُصَيْن كَانَ تصافحه الْمَلَائِكَة وتعوده ثمَّ افتقدها فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن رجَالًا كَانُوا يأتوننى لم أر أحسن وُجُوهًا وَلَا أطيب أرواحا مِنْهُم ثمَّ انْقَطَعُوا عَنى فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصَابَك جرح فَكنت تكتمه فَقَالَ أجل قَالَ ثمَّ أظهرته قَالَ قد كَانَ ذَاك قَالَ (أما لَو وَالله أَقمت على كِتْمَانه لزارتك الْمَلَائِكَة إِلَى أَن تَمُوت) وَهَذَا جرح أَصَابَهُ فى سَبِيل الله
وَمِنْهُم جرير بن عبد الله البجلى قَالَ رَسُول الله (يطلع عَلَيْكُم من هَذَا الْفَج خير ذى يمن فَإِن عَلَيْهِ مسحة ملك)
وَمِنْهُم دحْيَة بن خَليفَة الكلبى كَانَ جِبْرِيل يهْبط فى صورته فَمن ذَلِك يَوْم بنى قُرَيْظَة لما انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الخَنْدَق هَبَط عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد أقد وضعت سِلَاحك وَمَا وضعت الْمَلَائِكَة أسلحتها بعد إِن الله يَأْمُرك أَن تسير إِلَى بنى قُرَيْظَة وهأنذا سَائِر إِلَيْهِم فَمُزَلْزِل بهم فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس أَلا يصلوا الْعَصْر إِلَّا فى بنى قُرَيْظَة وَجعل يمر بِالنَّاسِ فَيَقُول أَمر بكم أحد فَيَقُولُونَ مر بِنَا دحْيَة بن خَليفَة على بغلة وَعَلِيهِ قطيفة خَز نَحْو بنى قُرَيْظَة فَيَقُول ذَاك جِبْرِيل ثمَّ مر بهم دحْيَة بعد ذَلِك وَكَانَ لَا يزَال بعد ذَلِك الْيَوْم ينزل على صورته كَمَا ظهر إِبْلِيس فى صُورَة سراقَة بن مَالك بن جعْشم الكنانى وفى صُورَة الشَّيْخ النجدى يَوْم دَار الندوة حِين أَشَارَ بِأَن تَجْتَمِع قُرَيْش فَتضْرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسيف وَاحِد وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
1 يناير 2024
تعليقات (0)