المنشورات

(كُلَيْب وَائِل)

كَانَ سيد ربيعَة فى زَمَانه قاد نزارا كلهَا وَالْعرب تضرب بِهِ الْمثل فى الْعِزّ وَالْقُوَّة وَالظُّلم وَكَانَ لَا يظلم إِلَّا القوى وَبلغ من عزة وظلمه أَنه كَانَ يحمى الْكلأ فَلَا يقرب أحد حماه وَيُجِير الصَّيْد فَلَا يهاج وَكَانَ النَّاس إِذا وردوا المَاء لم يسْبق أحد مِنْهُم إِلَّا بأَمْره وَإِن أَصَابَهُم مطر وَقد ظمئوا لَا يَخُوض إِنْسَان حوضا إِلَّا على مَا فضل عَنهُ وَكَانَ إِذا أَتَى المَاء وَقد سبق إِلَيْهِ أحد ألْقى عَلَيْهِ الْكلاب فتنهشه وَكَانَ يعمد إِلَى الرَّوْضَة تعجبه فيأمر بِأَن يُؤْخَذ كلب وتشد قوائمه فَيلقى فى وَسطهَا فَحَيْثُ بلغ عواؤه كَانَ حمى لَا يرْعَى وَكَانَ لَا يمر بَين يَدَيْهِ أحد إِذا جلس وَلَا يحتبى فى مَجْلِسه غَيره وَلَا يرفع الصَّوْت عِنْده وَلما قَتله من يمر ذكره فى مَكَانَهُ من هَذَا الْكتاب رثاه مهلهل بقوله
(نبئت أَن النَّار بعْدك أوقدت ... واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس)
(وَتَكَلَّمُوا فى أَمر كل عَظِيمَة ... لَو كنت شاهدهم بهَا لم ينبسوا)
وَقَالَ أَبُو نواس يهجو إِسْمَاعِيل نيبخت وَيضْرب الْمثل بكليب وَائِل
(على خبز إِسْمَاعِيل واقية الْبُخْل ... فقد حل فى دَار الْأمان من الْأكل)
(وَمَا خبزه إِلَّا كآوى يرْوى ابْنهَا ... وَلم تَرَ آوى فى الحزون وَلَا السهل)
(وَمَا خبزه إِلَّا كعنقاء مغرب ... يصور فى بسط الْمُلُوك وفى الْمثل)
(يحدث عَنْهَا النَّاس من غير رُؤْيَة ... سوى صُورَة مَا أَن تمر وَلَا تحلى)
(وَمَا خبزه إِلَّا كُلَيْب بن وَائِل ... ليالى يحمى عزه منبت البقل)
(وَإِذ هُوَ لَا يستب خصمان عِنْده ... وَلَا الصَّوْت مَرْفُوع بجد وَلَا هزل)
(فَإِن خبز إِسْمَاعِيل حل بِهِ الذى ... أصَاب كليبا لم يكن ذَاك عَن ذل)
(وَلَكِن قَضَاء لَيْسَ يسطاع رده ... بحيلة ذى مكر وَلَا فكر ذى عقل)
قَالَ الجاحظ وأبيات أَبى نواس على أَنه مولد شاطر اشعر من شعر مهلهل فى إطراق النَّاس فى مجْلِس كُلَيْب
قَالَ مؤلف الْكتاب وَمن أَلْفَاظ الْأَمِير أَبى الْفضل عبيد الله بن أَحْمد الميكالى أدام الله أَيَّامه الْجَارِيَة مجْرى الْأَمْثَال قَوْله لست منى بوائل وَلَو كنت كُلَيْب وَائِل 




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید