المنشورات

(حَاجَة أَبى الْهُذيْل)

 يضْرب مثلا للْحَاجة يسْأَلهَا الْإِنْسَان لغيره ويضمر ضد مَا يظْهر مِنْهَا وَلَا يحب قضاءها إِمَّا بخلا بجاهه وَإِمَّا لحَاجَة أُخْرَى فى نَفسه وَكَانَ أَبُو الْهُذيْل سَار إِلَى سهل بن هَارُون الْكَاتِب وَكَانَ خَاصّا بالْحسنِ ابْن سهل يسْأَله الْكَلَام فى أمره ويستعينه على إضاقة دفع إِلَيْهَا فَسَار سهل إِلَى الْحسن فَكَلمهُ وَقَالَ لَهُ قد عرفت أَيهَا الْأَمِير حَال أَبى الْهُذيْل وَمحله وَقدره فى الْإِسْلَام وَأَنه مُتَكَلم قومه والراد على أهل الْإِلْحَاد وَقد فزع إِلَيْك لإضافة هُوَ فِيهَا فوعده أَن ينظر لَهُ بِمَا يصلح حَاله فَلَمَّا انْصَرف سهل إِلَى منزلَة بَعثه لؤم طبعه وَسُوء خلقه على أَن كتب إِلَى الْحسن بن سهل
(إِن الضَّمِير إِذا سَأَلتك حَاجَة ... لأبى الْهُذيْل خلاف مَا أبدى)
(فامنحه روح الْيَأْس ثمَّ امدد لَهُ ... حَبل الرَّجَاء بمخلف الْوَعْد)
(وألن لَهُ كنفا ليحسن ظَنّه ... فى غير مَنْفَعَة وَلَا رفد)
(حَتَّى إِذا طَالَتْ شقاوة جده ... يعنائه فاجبهه بِالرَّدِّ)
فَلَمَّا قَرَأَ الْحسن رقعته وَقع فِيهَا هَذِه لَك الويل صِفَتك لَا صفتى وَأمر لأبى الْهُذيْل بِأَلف دِينَار
وَكَانَ سهل بن هَارُون بن راهبون الْكَاتِب الميسانى كَاتبا شَاعِرًا بليغا حكيما وَلكنه كَانَ مفرط الْبُخْل بِمَالِه وجاهه ضَارِبًا فى اللؤم والدناءة بِسَهْم فائز




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید