المنشورات

(طبع البحترى)

يضْرب بِهِ الْمثل لِأَن الْإِجْمَاع وَاقع على أَنه فى الشّعْر أطبع الْمُحدثين والمولدين وَأَن كَلَامه يجمع الجزالة والحلاوة والفصاحة والسلاسة وَيُقَال إِن شعره كِتَابَة معقودة بالقوافى لِأَن فِيهِ مثل قَوْله
(فَالله يبقيه لنا ويحوطه ... ويعزه وَيزِيد فى تأييده)
وَقَوله
(بقيت أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّمَا ... بقاؤك حسن للزمان وَطيب)
(وَلَا كَانَ للمكروه نَحْوك مَذْهَب ... وَلَا لصروف الدَّهْر فِيك نصيب)
وَقَوله
(مَا ضيع الله فى بَدو وَلَا حضر ... رعية أَنْت بِالْإِحْسَانِ راعيها)
(أمة كَانَ قبح الْجور يسخطها ... دهرا فَأصْبح حسن الْعدْل يرضيها)
فَانْظُر إِلَى شرف هَذَا الْكَلَام وسهولته وصعوبته على من يقْصد تعاطى مثله وَمِمَّنْ ضرب بطبعه الْمثل السلامى حَيْثُ قَالَ
(وَأعْطيت طبع البحترى وشعره ... فَمن لى بِمَال البحترى وغمره)
وَقَالَ بعض العصريين
(يَا لابسا لنقاب ورد أَحْمَر ... يَا فارشا وجهى بورد أصفر)
(حتام تنحلنى بخصر ناحل ... وتعلنى بعليل طرف أحور)
(يَا وَاحِدًا فى الْحسن هأنا وَاحِد ... فى الْحزن أصلى نَار وجد مُضْمر)
(وأظل بَين تذلل وتحير ... إِذْ أَنْت بَين تدلل وتجبر)
(مالى بوصفك سيدى من طَاقَة ... وَلَو اننى استمليت طبع البحترى)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید