المنشورات

(أير أَبى حكيمة)

ذكر الْأَعْضَاء لَا يؤثم وَإِنَّمَا الْإِثْم فى ذكرهَا عِنْد شتم الْأَعْرَاض وَقَول الرَّفَث فى أكل لوم النَّاس وَقذف الْمُحْصنَات قَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة فأعضوه بِهن أَبِيه وَلَا تكنوا) \ ح \ 
وَقَالَ أَبُو بكر رضى الله عَنهُ لبديل بن وَرْقَاء حِين قَالَ للنبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن هَؤُلَاءِ إِن مسهم حر السِّلَاح أسلموك اعضض ببظر أمك أَنَحْنُ نسلمه
وَقَالَ على رضى الله عَنهُ من يطلّ اير ابيه ينتطق بِهِ
وأير أَبى حكيمة رَاشد بن إِسْحَاق فى كَثْرَة مَا قَالَ فى مدحه سالفا وذمه آنِفا وَوَصفه بالضعف والوهن والفشل يجرى مجْرى الْمثل وينخرط فى سلك طيلسان ابْن حَرْب وضرطة وهب وحمار طياب وشَاة سعيد وَلَقَد استفرغ شعره فى ذَلِك وأتى بالنوادر وَالْملح السوائر وَيُقَال إِنَّه كَانَ يكْتب لإسحاق ابْن إِبْرَاهِيم المصعبى فاتهمه بِغُلَام لَهُ فَأخذ فى هَذَا الْفَنّ من الشّعْر تَنْزِيها لنَفسِهِ عَن التُّهْمَة حَتَّى صَار عَادَة لَهُ فَمن ملحه قَوْله
(لم تكتحل عيناى مذ شقتا ... بِمثل أيرى بَين رجلى أحد)
(أير ضَعِيف الْمَتْن رث القوى ... لَو شِئْت أَن أعقده لانعقد)
(إِن يمس كالبقلة فى لينها ... فطالما أصبح مثل الوتد)
وَقَوله
(كَأَن أيرى من لين مقبصه ... خريطة قد خلت من الْكتب)
(كَأَنَّهُ حَيَّة مطوقة ... قد جعلت رَأسهَا مَعَ الذَّنب)
وَقَوله
(أير تعقد وَاسْتَرْخَتْ مفاصله ... مثل الْعَجُوز حناها شدَّة الْكبر)
(يقوم حِين يُرِيد الْبَوْل منحنيا ... كَأَنَّهُ قَوس نداف بِلَا وتر)
(وَلَا يقوم إِذا نبهته سحرًا ... كَمَا تقوم أيور النَّاس فى السحر)
وَقَوله
(ينَام على كف الفتاة وَتارَة ... لَهُ حركات مَا تحس بهَا الْكَفّ)
(كَمَا يرفع الفرخ ابْن يَوْمَيْنِ رَأسه ... إِلَى أَبَوَيْهِ ثمَّ يُدْرِكهُ الضعْف)
وَأَرَادَ كشاجم أَن يتعاطى فن أَبى حكيمة فَمَا شقّ غباره على ارْتِفَاع مِقْدَاره فى الشعرحيث قَالَ
(اصبح أيرى للضعف مُنْضَمًّا ... كَأَنَّمَا فِيهِ نافض الْحمى)
(أصفى فأشفى على الردى وَغدا ... أَصمّ عَمَّا أرومه أعمى)
(وَكَانَ كالزير فى توتره ... فَانْحَطَّ حَتَّى حسبته بِمَا)
(لم يبْق فِيهِ حَظّ تؤلمه ... سعدى وَلَا تستلذه سلمى)





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید