المنشورات
(تشبيهات ابْن المعتز)
يضْرب الْمثل بهَا فى الْحسن والجودة وَيُقَال إِذا رَأَيْت كَاف التَّشْبِيه فى شعر ابْن المعتز فقد جَاءَك الْحسن وَالْإِحْسَان
وَلما كَانَ غذى النِّعْمَة وربيب الْخلَافَة ومنقطع القرين فى البراعة تهيا لَهُ من حسن التَّشْبِيه مالم يتهيأ لغيره مِمَّن لم يرَوا مَا رَآهُ وَلم يستحدثوا مَا استحدثه من نفائس الْأَشْيَاء وطرائف الْآلَات وَلِهَذَا الْمَعْنى اعتذر ابْن الرومى فى قصوره عَن شأو ابْن المعتز فى الْأَوْصَاف والتشبيهات فَمن أنموذج تشبيهاته الملوكية قَوْله فى وصف الْهلَال
(وَأنْظر إِلَيْهِ كزورق من فضَّة ... قد أثقلته حمولة من عنبر)
وَقَوله
(ونسيم يبشر الأَرْض بالقطر ... كذيل الغلالة المبلول)
(ووجوه الْبِلَاد تنْتَظر الْغَيْث ... انْتِظَار الْمُحب رَجَعَ االرسول)
وَقَوله فى الْخمر
(وأمطر الكأس مَاء من أبارقه ... فانبت الدّرّ فى أَرض من الذَّهَب)
(وَسبح الْقَوْم لما أَن رَأَوْا عجبا ... نورا من المَاء فى نَار من الْعِنَب)
وَقَوله فى الآذريون
(كَأَن آذريونها ... وَالشَّمْس فِيهَا عالية)
(مداهن من ذهب ... فِيهَا بقايا غَالِيَة)
وَمن تشبيهاته الَّتِى تفرد بهَا قَوْله
(وَالرِّيح تجذب أَطْرَاف الرِّدَاء كَمَا ... افضى الشَّقِيق إِلَى تَنْبِيه وَسنَان)
وَقَوله فى المعتضد
(مَا يحسن الْقطر أَن ينهل عَارضه ... كَمَا تتَابع أَيَّام الْفتُوح لَهُ)
وَقَوله
(أَطَالَ الدَّهْر فى بَغْدَاد همى ... وَقد يشقى الْمُسَافِر أَو يفوز)
(ظللت بهَا على رغمى مُقيما ... كعنين تضاجعه عَجُوز)
وقلائد تشبيهاته ولطائف تمثيلاته أَكثر من أَن تحصى
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
1 يناير 2024
تعليقات (0)