المنشورات

(غُلَام الخالدى)

يضْرب بِهِ الْمثل فى الكياسة والشهامة والنفاذ فى سنّ الْخدمَة وَجمع محَاسِن المماليك ومناقب العبيد وَهُوَ غُلَام أَبى عُثْمَان الخالدى أحد الْأَخَوَيْنِ الخالديين اللَّذين يهجوهما السرى الموصلى ويدعى عَلَيْهِمَا سَرقَة شعره
وحدثنى أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الفارسى النحوى أَن اسْم هَذَا الْغُلَام رشأ وَأَنه رَآهُ بعد موت مَوْلَاهُ أَبى عُثْمَان فى نَاحيَة أَبى الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف قَالَ وَهُوَ الْيَوْم وَزِير قراد العقيلى وَإِلَى الْبَلَد والجامعين وَالْقصر
قَالَ مؤلف الْكتاب قَرَأت أَنا بِخَطِّهِ أى بِخَط الْغُلَام فى مَجْمُوع من شعر الخالديين بِخَط اُحْدُ الْأَخَوَيْنِ فى دفتر أعارنية أَبُو نصر سهل بن الْمَرْزُبَان كتب ابْن سكرة الهاشمى إِلَى أَبى عُثْمَان يسْأَله عَنى فَكتب إِلَيْهِ
(مَا هُوَ عبد لكنه ولد ... خولنيه الْمُهَيْمِن الصَّمد)
(وَشد أزرى بِحسن صحبته ... فَهُوَ يدى والذراع والعضد)
(صَغِير سنّ كَبِير معرفَة ... تمازج الضعْف فِيهِ وَالْجَلد)
(معشق الطّرف طرفه كحل ... معطل الْجيد حلية جيد)
(وغصن بَان إِذا بدا وَإِذا ... شدا فقمرى بانة غرد)
(ثقفه كيسه فَلَا عوج ... فى بعض أخلاقه وَلَا أود)
(ماغاظنى سَاعَة فَلَا صخب ... يمر فى منزلى وَلَا حرد)
(مسامرى إِن دجا الظلام فلى ... مِنْهُ حَدِيث كَأَنَّهُ الشهد)
(خَازِن مافى يدى وحافظه ... فَلَيْسَ شئ لدي يفتقد)
(يصون كتبى فَكلهَا حسن ... يطوى ثيابى فَكلهَا جدد)
(وحاجبى فالخفيف محتبس ... عندى بِهِ والثقيل مطرد)
(وصيرفى القريض وازن دِينَار ... الْمعَانى الْجِيَاد منتقد)
(وَيعرف الشّعْر مثل معرفتى ... وَهُوَ على أَن يزِيد مُجْتَهد)
(وحافظ الدَّار إِن ركبت فَمَا ... على غُلَام سواهُ أعْتَمد)
(ومنفق مُشفق إِذا أَنا أسرفت ... وبذرت فَهُوَ مقتصد)
(وَأبْصر النَّاس بالطبيخ فكالمسك ... القلايا والعنبر الثرد)
(وواجد بى من الْمحبَّة والرأفة ... أَضْعَاف مابه أجد)
(إِذا تبسمت فَهُوَ مبتهج ... وَإِن تنمرت فَهُوَ مرتعد)
(ذى بعض أَوْصَافه وَقد بقيت ... لَهُ صِفَات لم يحوها الْعدَد)




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید