المنشورات

(ذَات النطاقين)

هى أَسمَاء بنت أَبى بكر الصّديق رضى الله عَنهُ وَكَانَت تَحت الزبير رضى الله عَنهُ وَمِنْهَا عبد الله وَالْمُنْذر وَعُرْوَة وَعَاصِم وَإِنَّمَا سميت ذَات النطاقين لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تجهز مُهَاجرا وَمَعَهُ أَبُو بكر أتاهما عبد الله بن أَبى بكر وهما فى الْغَار لَيْلًا بسفرتهما وَمَعَهُ أَسمَاء وَلَيْسَ للسفرة شناق فشقت لَهُ أَسمَاء من نطاقها فشنقتها بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ابدلك الله بنطاقك هَذَا نطاقين فى الْجنَّة فَقيل لَهَا ذَات النطاقين
وَلما قَاتل أهل الشَّام عبد الله بن الزبير بِمَكَّة كَانُوا يصيحون بِهِ يَابْنَ ذَات النطاقين وَهُوَ يَقُول ابْنهَا أَنا وَالله ثمَّ ينشد
(وعيرها الواشون أَنى أحبها ... وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها)
(فَإِن اعتذر عَنْهَا فإنى مكذب ... وَإِن تعتذر يردد عَلَيْهَا اعتذارها)
وَكَانَ يُقَال لَو كَانَ ابناء أَبى بكر كبناته لعز على عمر نيل الْخلَافَة لِأَن عَائِشَة صَاحِبَة يَوْم الْجمل وَأَسْمَاء هى الَّتِى حِضْت ابْنهَا عبد الله بن الزبير على صدق الْقِتَال وَالْجد فى المكافحة والتحصن بِالْكَعْبَةِ وَلما قَالَ لَهَا عبد الله وَقد اشْتَدَّ بِهِ الْأَمر فى محاصرة الْحجَّاج إِيَّاه يَا أم إنى لَا اخاف الْقَتْل وَلَكِن أَخَاف الْمثلَة فَقَالَت يَا بنى إِن الشَّاة المذبوحة لَا تألم للسلخ فَسَار قَوْلهَا مثلا
وَلما قتل عبد الله وصلب تقدّمت أَسمَاء إِلَى الْحجَّاج فَقَالَت لَهُ يَا حجاج أما آن لراكبك أَن ينزل فَأمر بإنزاله وَكَانَ آلى على نَفسه أَلا ينزله أَو تَتَكَلَّم أمه فى شانه وَكَانَ عبد الله يُسمى العائذ لِأَنَّهُ عاذ بِالْبَيْتِ وَلما حبس عبد الله ابْن الْحَنَفِيَّة فى خَمْسَة عشر رجلا من بنى هَاشم وَقَالَ لتبايعنى أَو لأحرقنكم قَالَ كثير فِيهِ
(تخبر من تَلقاهُ أَنَّك عَائِذ ... بل العائذ الْمَحْبُوس فى سجن عَارِم)
(وَإنَّك آل الْمُصْطَفى وَابْن عَمه ... وفكاك أغلال وقاضى مغارم)
وسجن عَارِم الذى حَبسهم فِيهِ سمى بذلك وَقَالَ ابْن الرقيات فى مَكَّة
(بلد يَأْمَن الحمائم فِيهِ ... حَيْثُ عَاد الْخَلِيفَة الْمَظْلُوم)
وَكَانَ عبد الله يدعى الْمحل لإحلاله الْقِتَال فى الْحرم وَقَالَ شَاعِر فى رثاء صَاحبه
(أَلا من لقب معنى غزل ... بحب الْمحلة أُخْت الْمحل)




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید