المنشورات

(نِكَاح أم خَارِجَة)

يضْرب بِهِ الْمثل فى السرعة فَيُقَال اسرع من نِكَاح أم خَارِجَة وهى عمْرَة بنت سعد بن عبد الله بن بجيلة كَانَ يَأْتِيهَا الْخَاطِب فَيَقُول خطب فَتَقول نكح
ويروى انها كَانَت تسير يَوْمًا وَمَعَهَا ابْن لَهَا يَقُود جملها فَرفع لَهَا شخص فَقَالَت لابنها من ترى ذَلِك الشَّخْص قَالَ أرَاهُ خاطبا فَقَالَت يَا بنى ترَاهُ يعجلنا عَن أَن نحل مَاله أل وغل
قَالَ الْمبرد ولدت أم خَارِجَة للْعَرَب فى نَيف وَعشْرين حَيا من آبَاء مُتَفَرّقين وَكَانَت هى إِحْدَى النِّسَاء اللاتى إِذا تزوج مِنْهُنَّ الرجل فَأَصْبَحت عِنْده كَانَ أمرهَا إِلَيْهَا إِن شَاءَت أَقَامَت وَإِن شَاءَت ذهبت وَكَانَت عَلامَة ارتضائها للزَّوْج أَن تضع لَهُ طَعَاما كلما تصبح
وروى الصولى عَن مشايخه عَن إِسْمَاعِيل السَّاحر قَالَ خرجت مَعَ السَّيِّد الحميرى وَقت الْمغرب وَقد شربنا عِنْد نصر بن مَسْعُود فلقينا فرحة بنت الْفُجَاءَة بن عَمْرو بن قطرى بن الْفُجَاءَة الخارجى راكبة فرسا وَكَانَت ظريفة جميلَة فصيحة جزلة فهمة فرافقها السَّيِّد واحسن خطابها وهى لَا تعرفه فتحاورا أحسن حوار إِلَى ان خطب إِلَيْهَا نَفسهَا فَقَالَت أَعلَى ظهر الطَّرِيق فَقَالَ ألم يكن نِكَاح ام خَارِجَة اسرع من هَذَا فاستضحكت وَقَالَت نصبح وَنَنْظُر من الرجل وَمِمَّنْ فَأَنْشد
(إِن تسألينى بقومى تسألى رجلا ... فى ذرْوَة الْعِزّ من أَحيَاء ذى يمن)
(إنى امْرُؤ حميرى حِين تنسبنى ... جدى رعين وأخوالى ذُو ويزن)
فعرفته فَقَالَت يمانى وتميمية ورافضى وحرورية كَيفَ يَجْتَمِعَانِ قَالَ على أَلا نذْكر سلفا وَلَا مذهبا فتزوجته سرا فأقاما مَعًا فى عيشة راضية وَلم يُنكر أَحدهمَا من صَاحبه شَيْئا حَتَّى فرق بَينهمَا الْمَوْت
قَالَ مؤلف الْكتاب وَمِمَّنْ جمعتهم الصداقة على اخْتِلَاف الْمذَاهب الْكُمَيْت والطرماح فَإِن الْكُمَيْت كَانَ رَافِضِيًّا غاليا والطرماح كَانَ خارجيا حروريا وَكَانَ بَينهمَا أحسن وألطف مَا يكون بَين صديقين شقيقين فَإِذا قيل لَهما فى ذَلِك قَالَا اجْتَمَعنَا على بغض الْعَامَّة
وَمِمَّا ينخرط فى سلك هَذِه الْحِكَايَة والْحَدِيث شجون مَا حدث بِهِ ابْن عَائِشَة قَالَ كَانَ لِلْحسنِ بن قيس بن حُصَيْن ابْن شيعى وَابْنه حرورية وَامْرَأَة معتزلية وَأُخْت مرجئية وَهُوَ سنى جماعى فَقَالَ لَهُم ذَات يَوْم أرانى وَإِيَّاكُم طرائق قددا
مضى الحَدِيث كَمَا يَقُول إِسْحَاق الموصلى فى كتاب الأغانى




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید