المنشورات

(صولة الْجمل)

تَقول الْعَرَب فى أَمْثَالهَا أصُول من جمل وَمَعْنَاهُ أعض يُقَال صال الْجمل وعض الْكَلْب وعقر أفْصح وفى الحَدِيث إِن الْعرف لينفع عِنْد الْجمل الصوال وَالْكَلب الْعَقُور
قَالَ الجاحظ أَو مَا علمت أَن الْإِنْسَان الذى خلق لَهُ مَا فى السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا كَمَا قَالَ {وسخر لكم مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض جَمِيعًا مِنْهُ} أَنما سموهُ الْعَالم الصَّغِير سليل الْعَالم الْكَبِير حِين وجدوا فِيهِ من جَمِيع أشكال مَا فى الْعَالم الْكَبِير ووجدوا لَهُ الْحَواس الْخمس ووجدوه يَأْكُل اللَّحْم وَالْحب وَيجمع بَين مَا يقتاته السَّبع والبهيمة ووجدوا لَهُ صولة الْجمل ووثوب الْأسد وغدر الذِّئْب وروغان الثَّعْلَب وَجبن الصَّقْر وَجمع الذّرة وصنعة الزرافة وجود الديك وإلف الْكَلْب واهتداء الْحمام وَرُبمَا وجدوا فِيهِ من كل نوع من الْبَهَائِم وَالسِّبَاع خلتين أَو ثَلَاثًا وَلَا يبلغ أَن يكون جملا بِأَن يكون فِيهِ اهتداؤه وغيرته وُصُوله وحقده وَصَبره على حمل الثّقل وَلَا يلْزمه شبه الذِّئْب بِقدر مَا يتهيأ فِيهِ من مثل مكره وغدره واسترواحه وتوحشه وَشدَّة قلبه كَمَا أَن الرجل يُصِيب الرَّأْي الغامض الْمرة والمرتين وَالثَّلَاث وَلَا يبلغ بذلك الْمِقْدَار أَن يُقَال لَهُ داهية وَذُو مكر وَصَاحب خدعة كَمَا يُخطئ الرجل فيفحش خَطؤُهُ فى الْمرة والمرتين وَالثَّلَاث وَلَا يبلغ الْأَمر بِهِ أَن يُقَال غبى وأبله ومنقوص





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید