المنشورات

(حمَار ابى الْهُذيْل)

يضْرب مثلا فى الْأَمر الصَّغِير يتَكَلَّم فِيهِ الرجل وَمن قصَّته أَن أَبَا الْهُذيْل دخل على الْمَأْمُون فاحتبسه ليَأْكُل مَعَه فَلَمَّا وضعت الْمَائِدَة وَأخذُوا فى الْأكل قَالَ أَبُو الْهُذيْل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله لَا يستحى من الْحق غلامى وحمارى بِالْبَابِ فَقَالَ صدقت يَا أَبَا الْهُذيْل ودعا بالحاجب فَقَالَ لَهُ اخْرُج إِلَى غُلَام أَبى الْهُذيْل وَحِمَاره فَتقدم بِمَا يصلحهما فَخرج وَفعل
وَكَانَ مُحَمَّد بن الجهم إِذا تعذر عَلَيْهِ أَمر يَقُول إِن الذى سخر الْمَأْمُون لحِمَار أَبى الْهُذيْل وَغُلَامه قَادر على ان يسهل لنا هَذَا الْأَمر
وَفعل أَبُو الْهُذيْل مثل ذَلِك على مائدة المعتصم فَقَالَ يَا غُلَام امْضِ حَتَّى تطرح لحِمَار أَبى الْهُذيْل علفا وَأمر بإطعام غُلَامه فَقَالَ أَحْمد بن أَبى دَاوُد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أما ترى لجلالة هَذَا الشَّيْخ وتفقده مَا يلْزمه من خَواص أمره لم يمنعهُ جلالة مجلسك عَمَّا يجب لله وَرَسُوله فى غُلَامه وَحِمَاره فَجعل أَحْمد مَا قدره بعض من حضر من الْحَاجة إِلَى الأعتذار مِنْهُ الشَّهَادَة بِالْفَضْلِ لَهُ





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید