المنشورات

(حمَار قبان)

 من أَمْثَال الْعَرَب هُوَ أذلّ من حمَار قبان وَهُوَ ضرب من الخنافس بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قَالَ الراجز
(يَا عجبا لقد رَأَيْت عجبا ... حمَار قبان يَسُوق أرنبا) 3567 (عير أَبى سيارة) هَذَا عير مَشْهُور يتَمَثَّل بِهِ فَيُقَال أصح من عير ابى سيارة للرجل الصَّحِيح فى بدنه وَأَبُو سيارة رجل من عدوان واسْمه عميلة بن خَالِد بن اعزل وَكَانَ لَهُ حمَار أسود أجَاز النَّاس عَلَيْهِ من مُزْدَلِفَة إِلَى منى أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يقف فَيَقُول شعرًا
(خلوا الطَّرِيق عَن أَبى سيارة ... وَعَن موَالِيه بنى فَزَارَة)
(حَتَّى يُجِيز سالما حِمَاره ... مُسْتَقْبل الْقبْلَة يَدْعُو جَاره)
قَالَ الجاحظ أَعمار حمر الْوَحْش تزيد على أَعمار الْحمر الْأَهْلِيَّة وَلَا يعرف حمَار أهلى عَاشَ أَكثر وَعمر أطول من عير أَبى سيارة فَإِنَّهُم لَا يَشكونَ أَنه دفع عَلَيْهِ أهل الْمَوْسِم أَرْبَعِينَ عَاما
وَكَانَ يَقُول اللَّهُمَّ حبب بَين نسائنا وبغض بَين رعائنا وَاجعَل الما فى سمحائنا
قَالَ حَمْزَة وَكَانَ الْفضل بن على الرقاشى وخَالِد بن صَفْوَان يختاران ركُوب الْحمير على البراذين ويجعلان حمَار أَبى سيارة قدوة لَهما
فَأَما الْفضل فَإِنَّهُ سُئِلَ عَن ركُوب الْحمار فَقَالَ لِأَنَّهُ أقل الدَّوَابّ مئونة وأكثرها مَعُونَة وأسهلها جماحا وصرعا وأخفضها مهوى وأقربها مرتقى يزهى رَاكِبه وَقد تواضع بركوبه ويدعى مقتصدا وَقد اسرف فى ثمنه وَلَو شَاءَ أَبُو سيارة أَن يركب جملا مهريا اَوْ فرسا عَرَبيا لفعل وَلكنه امتطى عيرًا أَرْبَعِينَ سنة
فَأَما خَالِد فَإِن بعض أَشْرَاف الْبَصْرَة لقِيه فَرَآهُ على حمَار فَقَالَ مَا هَذَا الْمركب فَقَالَ عير من أصل الكدار أصحر السربال محملج القوائم مفتول الأجلاد يحمل الرحلة ويبلغ الْعقبَة ويقل داؤه ويخف دواؤه ويمنعنى ان أكون جبارا فى الأَرْض أَو أكون من المفسدين وَلَوْلَا مَا فى الْحمار من الْمَنْفَعَة لما امتطى أَبُو سيارة عيره أَرْبَعِينَ سنة
فَسمع كَلَامه أعرابى فعارضه بِأَن قَالَ الْحمار إِذا أوقفته أدلى وَإِن تركته ولى كثير الروث قَلِيل الْغَوْث سريع إِلَى القرارة بطئ إِلَى الْغَارة لَا ترقأ بِهِ الدِّمَاء وَلَا تمهر بِهِ النِّسَاء وَلَا يحلب فى الْإِنَاء





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید