المنشورات
(قبح الْخِنْزِير)
قَالَ الجاحظ لَو أَن الْكفْر والإفلاس والغدر وَالْكذب تجسدت ثمَّ تصورت لما زَادَت على قبح الْخِنْزِير وَكَانَ ذَلِك بعض الْأَسْبَاب الَّتِى مسخ بهَا الْإِنْسَان خنزيرا فَإِن القرد سمج الْوَجْه قَبِيح فى كل شئ وَكَفاك بِهِ جرى الْمثل الْمَضْرُوب بِهِ وَلكنه من وَجه آخر مليح فملحه يعْتَرض على قبحه فيمازجه وَيصْلح مِنْهُ وَالْخِنْزِير أقبح مِنْهُ إِلَّا أَن قبحه مصمت بهيم فَصَارَ أسمج مِنْهُ كثيرا
وَلما قَالَ حَمَّاد عجرد فى بشار بن برد
(وَالله مَا الْخِنْزِير فى نَتنه ... بربعه فى النتن أَو خمسه)
(بل رِيحه أطيب من رِيحه ... ومسه أَلين من مَسّه)
(وَوَجهه أحسن من وَجهه ... وَنَفسه أفضل من نَفسه)
(وَعوده أكْرم من عوده ... وجنسه اكرم من جنسه)
قَالَ بشار ويلاه لِابْنِ الزنديق لقد نفث بِمَا فى صَدره قيل وَكَيف ذَاك قَالَ مَا أَرَادَ إِلَّا قَول الله تَعَالَى {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} فَأخْرج الْجُحُود بِهِ مخرج الهجاء
وَقَالَ الجماز
(لَو يمسخ الْخِنْزِير مسخا ثَانِيًا ... مَا كَانَ يمسخ فَوق قبح الجاحظ)
(وَإِذا الْمَرْأَة جلت لَهُ بمثاله ... لم تخل مقلته بهَا من واعظ)
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
1 يناير 2024
تعليقات (0)