المنشورات
(رِدَاء الشجاع)
هُوَ قشر الْحَيَّة يضْرب مثلا فى الرقة وَيُشبه بِهِ الثَّوْب الناعم الرَّقِيق كَمَا قَالَ أَبُو تَمام فى وصف خلعة خلعها عَلَيْهِ الْحسن بن سهل وهى أحسن مَا قيل
(قد كسانى من كسْوَة الصَّيف خرق ... مكتس من مَكَارِم ومساع)
(حلَّة سابرية ورداء ... كسحا القيض أَو رِدَاء الشجاع)
(كالسراب الرقراق فى الْحسن إِلَّا ... أَنه لَيْسَ مثله فى الخداع)
(يطرد الْيَوْم ذَا الهجير وَلَو شبه ... فى حره بِيَوْم الْوَدَاع)
(سَوف أكسوك مَا يفوق عَلَيْهِ ... من ثَنَاء كَالْبردِ برد الصناع)
(حسن هاتيك فى الْعُيُون وَهَذَا ... حسنه فى الْقُلُوب والأسماع)
قَالَ الجاحظ الْحَيَّة لَا تسلخ جلدهَا وَإِنَّمَا يخلق لَهَا كل عَام قشر وغلاف فهى تسلخ القشور الناعمة والغلاف الذى على مِقْدَار أجسادها وَإِنَّمَا تستبدل القشور فَأَما الْجُلُود فَإِن أبدانها لَا تفارقها إِلَّا بسلخ السكين
قَالَ وَلَيْسَ فى الأَرْض قشر ورقة وَلَا ثوب وَلَا جنَاح وَلَا ستر عنكبوت إِلَّا وقشر الْحَيَّة أحسن مِنْهُ وأرق وأتقن وأعجب تضليعا وصنعة والحية تسلخ قشرها كَمَا يسلخ الْجَنِين المشيمة وَكَذَلِكَ أَكثر الْحَيَوَان أما الطير فسلخها تغييرها وَأما الحوافر فسلخها زيادتها وسلخ الْإِبِل طرد أوبارها وانجراد جلودها وسلخ الأياييل نصول قُرُونهَا وسلخ الْأَشْجَار إِلْقَاء وَرقهَا والسراطين تسلخ فتضعف عِنْد ذَلِك عَن المشى والأسروع دويبة تسلخ فَتَصِير فراشة والدعموص تسلخ فَتَصِير إِمَّا بعوضا وَإِمَّا فراشة {فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ}
وَقد شبه مُحَمَّد بن عبد الْملك بن صَالح الهاشمى سلخ الْحَيَّة حَيْثُ قَالَ
(نهنهت أَولهَا بضربة صَادِق ... كَانَت كَمَا شقّ الرِّدَاء الْمعلم)
(وعَلى مسبوغ الْحَدِيد كَأَنَّهُ ... سلخ كسانيه الشجاع الارقم)
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
1 يناير 2024
تعليقات (0)