المنشورات

الفرق بين الرمزية والنزعة المجازية

آدى نزوع الرمزية نحو اعتبار كل ما يقبل اسما
( مثل الجمال والرقة والنصوع ) كيانا ياخذ شكلا يرفعه
الى نموات المثل » أدى الى التشبيه الانساني ‎٠‏ فنسبة
وجود واقعي الى الفكرة + ورغبة الذهن في أن يرى تلك
الفكرة حية يجعلان الذهن يحقق ذلك بتشخيصها ‎٠‏ ومن
هنا تولد نزعة مجازية :

فالرمزية تعبر عن صلة غامضة خفية بين فكرتين ح أما
المجاز فيعطي شكلا مرئيا لتصور مثل هذه الصلة ‎٠‏
‏والرمزية وظيفة عميقة من وظائف الذهن الانساني بينما
ليس للمجاز الا وظيفة سطحية ‎٠‏ ويساعد المجاز التفكير
الرمزي في التعبير عن نفسه ولكنه يحيطه بالخطر اذ يقدم
شيئا أو هيئة بدلا من الفكرة الحية » وما أسهل آن يفقد
الرمز قوته فى المجاز فالمجاز يتضمن منذ البداية اضفاء
المعيار والبلورة » وله طابع من القدم والحذلقة ‎٠‏

ويحفل تاريخ الادب باشكال من التمثيل الرمزي وقد
تحورت الى مجاز » مثل ما حدث للرموز العددية وتحول ما تعكسه من آفق للعلاقات المثالية الى مسائل في
الحساب ‎٠‏ فالاثنا عشر شهرا هم الرسل » والفصول
الاربعة هي كتاب الاناجيل ‎٠‏ وهناك عنقود منتظم من
نسقات سباعية : فضائل تقابل دعوات صلوات المسيح
وهدايا الروح القدس والنعم ومزامير التكفير ‎٠‏ وهذه
المجموعات ترتبط بلحظات الالم وكل منها مضاد للكبائر
المهلكة التي تمثلها سبعة حيوانات تتبعها سبعة
أمراض ‎٠‏ فالرموز قد تدهورت في مجازات لا تصلح الا
تسلية لقطع الوقت في تتبع التشابهات ‎٠‏ وحتى الملابس
النسائية اقتحمها المجاز فالحذاء يمثل الداب والمثابرة
ورباط الجورب التصميم والعزم ‎٠‏ كما أضحت الكنيسة
جسدا انسانيا له ثياب ذات ألوان وبهاء وحلى أو قد تكون
مريضة عند الدعوة للاصلاح ‎٠‏ وقد لعب الشعراء بهذه
الرموز المجازية حتى آزهقوا روحها لعبا ‎٠‏ ولم يقف الامر
عند التسلية فالرمزية المقدسة للكوكبين المضيثين ( البابا
والامبراطور ) عاقت نقد الامبراطور والكهنة ‎٠‏ وقد بدا
دانتي بانكار ملاءمة تلك الرمزية والاشارة الى خطورة
المجازات العشوائية التعسفية العقيمة التي تحتويها ‎٠‏

لقد كانت الرمزية عند تدهورها الى مجاز ترجمة
معيبة للصلات الخفية المعتمة الى صور تشبه ما تفصح
عنه الموسيقى البدائية ‎٠‏ فالذهن حينما يواجه مشكلة أو
لغزا يمضي الى تمييز الصور التي في المراة شارحا الصورة
بصورة آخرى تقدمها مراة ثانية أقيمت آمام مرآة العالم
الظاهري نفسه ‎٠‏
 

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید