المنشورات

(طير النَّار)

هُوَ طَائِر هندى يُسمى السمندل قَالَ بَعضهم هُوَ نارى يعِيش فى النَّار كَمَا يعِيش طير المَاء فى المَاء
وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ طير إِذا هرم دخل نَار الأتون أَو نَارا جاحمة فيمكث سَاعَات فَيَعُود شَابًّا وإياه عَنى البهرانى بقوله
(وطائر يسبح فى جاحم ... كَأَنَّهُ يسبح فى غمر)
قَالَ الجاحظ وفى السمندل آيَة غَرِيبَة وَصفَة عَجِيبَة وداعية إِلَى التفكر وَسبب للتعجب وَذَلِكَ أَنه يدْخل أتون النَّار فَلَا تحترق لَهُ ريشة وَقَالَ فى مَكَان آخر خيرت عَن فَأْرَة البيش واغتذائها السمُوم وَعَن الطَّائِر الذى يدعى السمندل وطيرانه فى جاحم الأتون فَلَا السم المجهز يضر بِتِلْكَ الْفَأْرَة وَلَا النَّار المضرمة تحرق من ذَلِك الطَّائِر زغبة
وَقَالَ فى مَكَان آخر هَذَا الطَّائِر فى طباعه وفى طباع ريشه مزاج من طلاء النفاطين وأظن هَذَا الطلاء من طلق وخطمى ومغرة وَقد كنت رَأَيْت عودا يُؤْتى بِهِ من نَاحيَة كرمان لَا تحترق وَكَانَ عندنَا نصرانى فى عُنُقه صَلِيب مِنْهُ وَكَانَ يَقُول لِضُعَفَاء النَّاس هَذ الْعود من الْخَشَبَة الَّتِى كَانَ الْمَسِيح صلب عَلَيْهَا وَالنَّار لَا تعْمل فِيهِ فَكَانَ يكْتَسب بذلك حَتَّى فطن لَهُ وعورض بِهَذَا الْعود وَزعم ثُمَامَة أَن الْإِنْسَان إِذا أَخذ من هَذَا الطحلب الذى يكون على وَجه المَاء فى مناقع الْمِيَاه فجففه فى الظل وَأحرقهُ فَإِنَّهُ لَا يَحْتَرِق





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید