المنشورات

(دجَاجَة أَبى الْهُذيْل)

تضرب مثلا للشىء الْيَسِير يستعظمه مهديه فيكثر ذكره قَالَ الجاحظ وَمن البخلاء الْمَذْكُورين أَبُو الْهُذيْل أهْدى مرّة إِلَى مويس بن عمرَان دجَاجَة وَكَانَت دون مَا يتَّخذ لمويس إِلَّا أَنه لكرمه وَحسن خلقه أظهر التَّعَجُّب من سمنها وَطيب لَحمهَا فَقَالَ لَهُ كَيفَ رَأَيْت يَا أَبَا عمرَان تِلْكَ الدَّجَاجَة قَالَ كَانَت عجبا من العجاب قَالَ أَو تدرى مَا حسنها وتدرى مَا سمنها فَإِن الدَّجَاجَة إِنَّمَا تطيب بالسمن وَالْحسن أتدرى بأى شىء كُنَّا نسمنها وفى أى مَكَان كُنَّا نعلفها وَلَا يزَال فى هَذَا ومويس يضْحك ضحكا نعرفه نَحن وَلَا يعرفهُ أَبُو الْهُذيْل وَصَارَ بعد ذَلِك إِن ذكرُوا دجَاجَة قَالَ أَيْن كَانَت يَا ابا عمرَان من تِلْكَ الدَّجَاجَة وَإِن ذكرُوا بطة أَو عنَاقًا أَو جزورا أَو بقرة قَالَ فَأَيْنَ كَانَت هَذِه الْجَزُور فى الجزر من تِلْكَ الدَّجَاجَة فى الدَّجَاج وَإِن استسمنوا شَيْئا من الطير أَو الْبَهَائِم أَو الدَّجَاج قَالَ لَا وَالله وَلَا تِلْكَ الدَّجَاجَة وَإِن ذكرُوا عذوبة الشَّحْم قَالَ عذوبة الشَّحْم تصاب فى الْبَقر والبط وبطون السّمك والدجاج وَلَا سِيمَا ذَلِك الْجِنْس من الدَّجَاج وَإِن ذكرُوا مِيلَاد شىء أَو قدوم إِنْسَان قَالَ كَانَ ذَلِك قبل أَن أهْدى إِلَيْك تِلْكَ الدَّجَاجَة بِشَهْر وَكَانَ بعد أَن أَهْدَيْتهَا لَك بِسنة وَمَا كَانَ بَين فلَان وَبَين الْبَعْث بِتِلْكَ الدَّجَاجَة إِلَّا يَوْم وَكَانَت مثلا فى كل شىء وتاريخا لكل شىء






مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید