المنشورات

(سرق العقعق)

يضْرب بِهِ الْمثل فَيُقَال أسرق من عقعق لِأَن لَهُ حذقا بالاستلاب وَسُرْعَة الخطف وَمن حذقه أَنه لَا يسْتَعْمل ذَلِك فِيمَا ينْتَفع بِهِ فكم من عقد ثمين خطير وَكم من قرط شرِيف نَفِيس قد اختطفه من بَين أيدى قوم فإمَّا رمى بِهِ بعد تحليقه فى الْهَوَاء وَإِمَّا جَرّه ثمَّ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ أبدا وَقد أحسن من قَالَ يصف خلقه وخلقه
(إِذا بَارك الله فى طَائِر ... فَلَا بَارك الله فى العقعق)
(طَوِيل الذنابى قصير الْجنَاح ... مَتى مايجد غَفلَة يسرق)
(يقلب عينين فى رَأسه ... كَأَنَّهُمَا قطرتا زئبق)
وَهُوَ مِمَّا يضْرب بِهِ الْمثل من أخلاقه حذره ولفته وموقه فى تضييعه بيضه وفراخه مَعَ حياطته أَشد الحياطة قَالَ وَمن الْحَيَوَان الذى يدرب فيستجيب ويكيس ويلمح العقعق فَإِنَّهُ يستجيب من حَيْثُ يستجيب العصفور ويدجن وَيعرف مَا يُرَاد مِنْهُ ويخبأ الحلى وَيسْأل عَنهُ وَيصْلح بِهِ فيمضى حَتَّى يقف بِصَاحِبِهِ على الْمَكَان الذى خبأه فِيهِ وَلكنه لَا يتَوَلَّى الْبَحْث عَنهُ وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله كثيرا مَا يضيع بيضه وفراخه





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید