المنشورات

(مَسْجِد دمشق)

هُوَ أثر بنى أُميَّة الْمَضْرُوب بِهِ الْمثل فى الْحسن وَكَانَ كل من خلفائهم يزِيد فِيهِ زِيَادَة ويؤثر أثرا حَتَّى تناهى حسنه وتكاملت جلالته فَصَارَ من عجائب أبنية الدُّنْيَا الْأَرْبَع وَمَا رأى الراءون وَلَا سمع السامعون بِأَحْسَن وَلَا أجل مِنْهُ وَهُوَ منقوش الْحِيطَان والسقوف والأعمدة مرصعة كلهَا بالجواهر ملتهبة بِالذَّهَب مشرقة بألوان الفصوص
وَقَالَ الجاحظ وَهُوَ يمدح بعض الرؤساء وَأما قَول الشَّاعِر
(يزيدك وَجههَا حسنا ... إِذا مَا زِدْته نظرا)
وَقَول الدمشقيين مَا تأملنا قطّ تأليف مَسْجِدنَا وتركيب محرابنا وَفِيه مصلانا إِلَّا أثار لنا التَّأَمُّل وَأخرج لنا التفرس غرائب حسن لم نعرفها وعجائب صَنْعَة لم نقف عَلَيْهَا وَمَا ندرى أجوهر مقطعاته أكْرم فى الْجَوَاهِر أم تنضيد أَجْزَائِهِ فى الْأَجْزَاء فَإِن ذَلِك معنى مَسْرُوق منى فى وصفك ومأخوذ من كتبى فى مدحك
وَحكى السلامى قَالَ سَمِعت اللحام يَقُول سَمِعت بعض مَشَايِخ جيران مَسْجِد دمشق يَقُول لم تفتنى فِيهِ صَلَاة مُنْذُ عقلت وَلم أدخلهُ فى وَقت من الْأَوْقَات إِلَّا وَقعت عينى من نقوشه وتحاسينه وتزاويقه على شىء لم تقع عَلَيْهِ فِيمَا تقدم وَهَذِه جملَة كَافِيَة





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید