المنشورات
(طين نيسابور)
هُوَ طين الْأكل الذى لَا يُوجد مثله فى الأَرْض يحمل إِلَى أدانى الْبِلَاد وأقاصيها ويتحف بِهِ الْمُلُوك السَّادة
وَرُبمَا بيع الرطل مِنْهُ بِدِينَار وَقد قصر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا قَوْله على ذكر مَنَافِعه إِذْ صنف فِيهِ كثابا وفى وَصفه يَقُول أَبُو طَالب المأمونى
(جذلى من النَّقْل بِذَاكَ الذى ... مِنْهُ خلقنَا وَإِلَيْهِ نصير)
(ذَاك الذى يحْسب فى شكله ... أَحْجَار كافور عَلَيْهَا عبير)
وَكَانَ عمر بن اللَّيْث يَقُول فى ذكر نيسابور ومناقبها وخصائصها لم لَا أقَاتل عَن بَلْدَة ترابها نقل وحجرها فيروزج وَذَلِكَ أَن الفيروزج لَا يكون إِلَّا بهَا وَرُبمَا بلغت قيمَة مِنْهُ إِذا أربى على مِثْقَال وَجمع الخضرة وصبر على النَّار وَامْتنع على الْمبرد وَلم يتَغَيَّر بِالْمَاءِ الْحَار مائتى دِينَار وَمن محاسنه مَا فى اسْمه من الفأل الْحسن وَحسن موقعه عِنْد الْمُلُوك لما يجمع من حسن المنظر وجيد الفأل وَيُقَال إِن لَهُ خاصية قَوِيَّة فى تَقْوِيَة الْقلب وَفِيه يَقُول بعض العصريين
(يَا من بطلعته الْهلَال تهللا ... وَرَآهُ من جحد الْإِلَه فهللا)
(وافاك بالنيروز طرف مَسَرَّة ... فاركبه هملاجا أغر محجلا)
(نَحْو المنى وأعز لحاظك كلما ... يحوى محلا فى الصُّدُور مبجلا)
(فيروزجا أهديته متبركا ... لَك باسمه متيمنا متفائلا)
(ولرب فص قد أَتَى متدللا ... فَإِذا وعى الْأَلْفَاظ مِنْهُ تذللا)
وفيروزج نيسابور يعد فى نفائس الْجَوَاهِر مَعَ ياقوت سر نديب ولؤلؤ عمان وَلَعَلَّ بذخشان وزبر جد مصر وعقيق الْيمن وبجادى بَلخ
وَمن خَصَائِص نيسابور الثِّيَاب الحفية والتاخيج والراختخ والمصمت فَأَما الْحلَل والعتابيات والسقلاطونيات فَإِن بَغْدَاد وأصبهان تشاركت فِيهَا والسابرى وَهُوَ الرَّقِيق الناعم من كل ثوب وَالْأَصْل فِيهِ النِّسْبَة إِلَى نيسابور وعرب فَقيل سابرى
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)