المنشورات
(طرائف الصين)
كَانَت الْعَرَب تَقول لكل طرفَة من الأوانى وَمَا أشبههَا صينية وَقد بقى هَذَا الِاسْم إِلَى الْآن على هَذِه الصوانى الْمَعْرُوفَة وَأهل الصين مختصون بصناعة الْيَد والحذق فى عمل الطّرف يَقُولُونَ أهل الدُّنْيَا مَا عدانا عمى إِلَّا أهل بابل فَإِنَّهُم عور وَلَهُم الإغراب فى خرط التماثيل والإبداع فى عمل النقوش والتصاوير حَتَّى إِن مصورهم يصور الْإِنْسَان وَلَا يُغَادر مِنْهُ شَيْئا ثمَّ لَا يرضى بذلك حَتَّى يصوره ضَاحِكا أَو باكيا ثمَّ لَا يرصى بذلك حَتَّى يفصل بَين ضحك الشامت وَضحك الخجل وَبَين المبتسم والمستغرب وَبَين ضحك المسرور وَضحك الهازىء فيركب صُورَة فى صُورَة وَلَهُم الغضائر المستشفة يطْبخ فِيهَا الطبيخ فَتكون الْوَاحِدَة قدرا مرّة وقصعة أُخْرَى وَخَيرهَا المشمشى اللَّوْن الرَّقِيق الصافى الشَّديد الطنين ثمَّ الزبدى على هَذَا الْوَصْف وَلَهُم الفرند الْفَائِق وَالْحَدِيد المدفون الذى تخفى فِيهِ الصُّور وَتظهر وَيُقَال لَهُ الكيمخاو وَهُوَ فى شعر لِابْنِ الرومى وَلَهُم المماطر المشمعة الَّتِى لَا تبتل على الأمطار الْكَثِيرَة وَلَهُم مناديل الْغمر الَّتِى إِذا اتسخت ألقيت فى النَّار فنقيت وَلم يَحْتَرِق مِنْهَا شىء وَلَهُم الْحَدِيد الْمَصْنُوع يعْمل مِنْهُ المرائى والتعاويذ وَرُبمَا اشْترى بأضعاف وَزنه فضَّة وَلَهُم السنجاب الفارمانى الذى هُوَ من أنفس الأوبار وَلَهُم اللبود الَّتِى تفضل على اللبود المغربية وَذكر الجاحظ فى كتاب التبصر بِالتِّجَارَة أَن خير اللبود الصينية ثمَّ المغربية الْحمر ثمَّ الطالقانية الْبيض وَذكر غَيره أَن أَجود الصُّوف صوف مصر ثمَّ أرمينية ثمَّ تكريت ثمَّ رويان
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)