المنشورات

(طواعين الشَّام)

 ذكر ابو الْحسن المدائنى عَن أشياخه عَن الْحجَّاج أَنه كَانَ يَقُول لما نزلت الْأَشْيَاء منازلها قَالَت الطَّاعَة أَنا أنزل الشَّام فَقَالَ الطَّاعُون وَأَنا مَعَك وَقَالَ الخصب أَنا أنزل الْعرَاق فَقَالَ النِّفَاق وَأَنا مَعَك وَقَالَت الصِّحَّة أَنا أنزل الْبَادِيَة فَقَالَ الشقاق وَأَنا مَعَك وَلم تزل الشَّام كَثِيرَة الطواعين حَتَّى صَارَت تواريخ وَكَانَت تظهر بِالشَّام ثمَّ تمتد إِلَى الْعرَاق وَأول طاعون وَقع فى الشَّام فى الْإِسْلَام طاعون عمواس وَذَلِكَ فى زمن عمر بن الْخطاب وَفِيه مَاتَ معَاذ بن جبل وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح رضى الله عَنْهُمَا ثمَّ الجارف ثمَّ طاعون العذارى ثمَّ طاعون الْأَشْرَاف وَلم يَقع بِالْمَدِينَةِ وَلَا مَكَّة قطّ وَلما ولى بَنو الْعَبَّاس انْقَطع الطَّاعُون إِلَى أَيَّام المقتدر كَمَا تقدم ذكره عِنْد ذكر رماح الْجِنّ
وَقَالَ بعض بنى الْمُغيرَة فِيمَن مَاتَ مِنْهُم فى طواعين الشَّام أَيَّام ذَلِك
(من ينزل الشَّام ويعرس بِهِ ... فالشام إِن لم يفننا كارب)
(أفنى بنى ريطة فرسانهم ... عشْرين لم يُقَصَّص لَهُم شَارِب)
(وَمن بنى أعمامهم مثلهم ... لمثل هَذَا يعجب العاجب)
(طعن وطاعون مناياهم ... ذَلِك مَا خطّ لنا الْكَاتِب)
وَلما قدم عبد الله بن حسن على عمر بن عبد الْعَزِيز كره مَكَانَهُ بِالشَّام وَعرف سنه وسمته وعقله وَلسَانه وفضله فَلم يكن شىء أحب إِلَيْهِ من أَلا يرَاهُ أحد من أهل الشَّام فَقَالَ إنى أَخَاف عَلَيْك طواعين الشَّام وَإنَّك لم تغنم أهلك خيرا مِنْك فَالْحق بهم فان حوائجك ستتبعك فَكَانَ ظَاهر كَلَامه حسنا مَذْكُورا وباطنه أَجود التَّدْبِير فى تسريحه سراحا جميلا





مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید