المنشورات
(لواط خُرَاسَان)
قَالَ الجاحظ كَانَ السَّبَب الذى أشاع فى أهل خُرَاسَان اللواط وعودهم ذَلِك كَثْرَة خُرُوجهمْ فى الْبعُوث وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ إِخْرَاج النِّسَاء والجوارى مَعَهم وَلم يكن لَهُم بُد من غلْمَان تهييء مؤنهم فَلَمَّا طَال مكث الْغُلَام مَعَ صَاحبه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وفى حَال التبذل والتكشف وفى حَال اللبَاس والستر وَكَانَت الغلمة تهيج بهم شغفوا بغلمانهم وهم فحول وَالرجل يهيج فيواقع الْبَهِيمَة ويخضخض بيدَيْهِ وَمن كَانَ كَذَلِك لم يُمَيّز بَين غشيان الْبَهَائِم والتدليك وَبَين غنج الغلمان الحسان فتعودوا ذَلِك فى أسفارهم وَرَجَعُوا إِلَى مَنَازِلهمْ وَقد تمكنت تِلْكَ الشَّهْوَة فيهم مَعَ الذى لَهُم فِيهِ عِنْد أنفسهم من خفَّة المؤونة والأمن من السُّلْطَان وَمن الْحِيَل وَغير ذَلِك من الْمرَافِق وَلَو كَانَت هَذِه الشَّهْوَة شائعة فى الْأَعْرَاب لتعشقوا الغلمان وَلَو تعشقوهم لنسبوا بهم ولجاءهم فِيهِ بَاب من النسيب ولتهاجوا بِهِ وَتَفَاخَرُوا ولتنافسوا فى الغلمان ويجرى فى ذَلِك مَا لَا يخفى وَلِحَدِيث فِيهِ أشعار وأخبار والذى يدل على سلامتهم من ذَلِك عدم هَذِه الْمعَانى وَإِن كَانَ هُنَاكَ شىء من هَذَا فَلَيْسَ هُوَ إِلَّا فى بعض من ينزل قَارِعَة الطَّرِيق أَو يقرب الْأَسْوَاق وَهَؤُلَاء لَيْسَ فيهم من خِصَال الأعرابية إِلَّا الجوهرية فَأَما الْأَخْلَاق والفصاحة والانفة والفروسية فهم على خلاف ذَلِك كُله وَقد ذكر النَّاس أَن بِالْهِنْدِ شَيْئا من هَذِه الْفَاحِشَة لَيْسَ بالفاشى وَذكر بعض أهل الْبلدَانِ وَبَعض قبائل الْجَاهِلِيَّة وَبَعض مُلُوك الْيمن بِهَذَا الشَّأْن وَلَكِن لم نجد الْأَشْعَار بذلك متسعة وَالْأَخْبَار بِهِ متفقه
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)