المنشورات
(حَاطِب اللَّيْل)
يشبه بِهِ المكثار لِأَن حَاطِب اللَّيْل رُبمَا احتطب وَاحْتمل فِيمَا يحتطبه حَيَّة وَهُوَ لَا يشْعر بهَا لمَكَان الظلمَة فَيكون فِيهَا حتفه كَذَلِك المكثار رُبمَا عثر لِسَانه فى إكثاره بِمَا يجنى على رَأسه وإياه عَنى بشر بن الْمُعْتَمِر بقوله فى مزدوجته الَّتِى أنشدها الجاحظ وفسرها
(يَا عجبا والدهر ذُو عجائب ... من شَاهد وَقَلبه كالغائب)
(كحاطب يحطب فى بجاده ... فى ظلمَة اللَّيْل وفى سوَاده)
(يحمل فَوق ظَهره الصل الذّكر ... وَالْأسود السالخ مَكْرُوه النّظر)
وَقَالَ ابْن المعتز من قصيدة
(فرشنا لكم منا جناحى مَوَدَّة ... وَأَنْتُم زَمَانا تضمرون الدواهيا)
(أظنكم من حَاطِب اللَّيْل جمعت ... حبائله عقاربا وأفاعيا) = فصل فى ذكر الْأَيَّام المضافة =
وهى أَكثر من أَن تحصى وَرَأَيْت الْأَخْذ بِبَعْض أَطْرَاف القَوْل فِيهَا يسْتَغْرق الصحائف الْكَثِيرَة فاقتصرت من ذكرهَا على الْقدر الذى قدرت فِيهِ الْكِفَايَة وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
قَالَ أَبُو بكر الخوارزمى فِيمَا يَقُولُونَ مَا يومى من فلَان بِوَاحِد أى مَا الشَّرّ على مِنْهُ من جِهَة وَاحِدَة وَالْغَالِب فى الْيَوْم أَنه لَا يذكر إِلَّا فى الشَّرّ كَقَوْل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
(وَذكرهمْ بايام الله) أى عُقُوبَته وَوَقَائعه فى أعدائه
وَقَالُوا فى الدُّعَاء لَا أرانى الله يَوْمك أى يَوْم موتك وَيَوْم عبيد يَوْم قَتله وَيَوْم العنز يَوْم ذَبحهَا وَأَنت إِذا نظرت فى قَوْلهم يَوْم البسوس وَهُوَ يَوْم بكر وتغلب وَيَوْم تحلاق اللمم وَهُوَ بَينهمَا وَيَوْم الْفجار وَهُوَ بَين كنَانَة وَقيس وَيَوْم النباج وَهُوَ بَين أَسد وَتَمِيم وعامر وَيَوْم خزازى وَهُوَ لعدنان على قحطان وَيَوْم ذى قار وَهُوَ بَين بكر بن وَائِل وَالْفرس وَيَوْم حليمة وَهُوَ بَين الْمُنْذر والْحَارث الغسانى حَتَّى عد أَكثر من مائَة يَوْم ثمَّ قَالَ فَإِذا نظرت من الْأَيَّام إِلَى يَوْم بدر وَأحد وَالْخَنْدَق وحنين حَتَّى عد أَيَّام المغازى كلهَا ثمَّ قَالَ فَإِذا نظرت بعْدهَا فى يَوْم الْيَمَامَة على حنيفَة وَيَوْم الْحيرَة لخَالِد على بنى بقيلة وَيَوْم قنسرين فى الرّوم لأبى عُبَيْدَة وَيَوْم الْقَادِسِيَّة والمدائن وجلولاء ونهاوند على الْفرس لسعد بن أَبى وَقاص والنعمان وَغَيرهمَا وَيَوْم الدَّار وَيَوْم الْجمل وَيَوْم صفّين والنهروان حَتَّى عد أَكثر وقائع الْإِسْلَام علمت أَن ذَلِك أَكثر من قَوْلهم يَوْم الشورى وَيَوْم بركوار
قَالَ غَيره وَقد تقع الْأَيَّام على يَوْم السرُور وَالْخَيْر قَالَ الله تَعَالَى {وَتلك الْأَيَّام نداولها بَين النَّاس} وَقَالَ الشَّاعِر
(فَيوم علينا وَيَوْم لنا ... وَيَوْم نسَاء وَيَوْم نسر)
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)