المنشورات

(ثقل الْأَرْبَعَاء)

 يُقَال إِن الْأَرْبَعَاء أثقل الْأَيَّام وَفِيه قيل من مزدوجه
(الأربعا يَوْم وَحش ... النحس فِيهِ منكمش)
(الْأَخْذ فِيهِ والعطا ... من ذى المودات خطأ)
وَلابْن الْحجَّاج من قصيدة يرثى بهَا أَبَا الْفَتْح بن العميد
(أَقُول ليَوْم الْأَرْبَعَاء وَقد غَدا ... على بِوَجْه أغبر اللَّوْن قاتم)
(بعثت على الْأَيَّام نحسا مؤيدا ... بشؤمك يَا يَوْم الندى والمكارم)
وقرأت فى أَخْبَار مُزْبِد أَن رجلا جَاءَهُ فَقَالَ لَهُ أحب أَن تخرج معى وَتصل جناحى فى حَاجَة لى فَقَالَ هَذَا يَوْم الْأَرْبَعَاء استثقله وَلست ابرح من منزلى فَقَالَ الرجل وَمَا تكره من يَوْم الْأَرْبَعَاء وَفِيه ولد يُونُس بن مَتى فَقَالَ لَا جرم وَقد بَانَتْ بركته فى اتساع مَوْضِعه وَحسن كسوته حَتَّى وصل على ورق القرع قَالَ وَفِيه ولد يُوسُف قَالَ مَا أحسن مَا فعل بِهِ إخْوَته حَتَّى طَال حَبسه وغربته قَالَ وَفِيه أوحى إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَمَا كَانَ أبرد الأتون الذى أوقدوه لَهُ حَتَّى خلصه الله تَعَالَى مِنْهُ قَالَ وَفِيه نصر الله رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْأَحْزَاب قَالَ أجل بأبى أَنْت وأمى وَلَكِن بعد أَن زاغت الْأَبْصَار وَبَلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر وظنوا بِاللَّه الظنونا هُنَالك ابتلى الْمُؤْمِنُونَ وزلزلوا زلزالا شَدِيدا
فَهَذَا فى الْأَرْبَعَاء عَامَّة وَأما الْأَرْبَعَاء الَّتِى لَا تَدور فقد قَالَ ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا فِيمَا رَوَاهُ عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (آخر أربعاه فى الشَّهْر نحس مُسْتَمر)
وتمثل بِهِ من قَالَ
(لقاؤك للمبكر يَوْم سوء ... ووجهك أربعاء لَا تَدور)




مصادر و المراجع :

١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید