المنشورات
(مطر مصر)
يضْرب مثلا للشىء النافع يتَضَرَّر مِنْهُ لِأَن من عُيُوب مصر أَنَّهَا لَا تمطر فَإِذا أمْطرت كره أَهلهَا ذَلِك أَشد كَرَاهَة قَالَ الله تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته} يعْنى الْمَطَر فَهَذِهِ رَحْمَة موجهة لهَذَا الْخلق وهم لَهَا كَارِهُون وهى لَهُم غير مُوَافقَة وَلَا تزكو عَلَيْهَا زُرُوعهمْ قَالَ الشَّاعِر
(يَقُولُونَ مصر أخصب الأَرْض كلهَا ... فَقلت لَهُم بَغْدَاد أخصب من مصر)
(وَمَا مصر إِلَّا بَلْدَة مثل غَيرهَا ... تعاقبها الْأَيَّام بالعسر واليسر)
(وَلَكِنَّكُمْ تطرونها بهواكم ... وَلم تخل أَرض من محب وَمن مطر)
(وَإِلَّا فَأَيْنَ الخصب من معشر بهَا ... يقاسون أَنْوَاع الْعَذَاب من الْفقر)
(وَمَا خير قوم تجدب الأَرْض عِنْدهم ... بِمَا فِيهَا خصب الْعَالمين من الْقطر)
(إِذْ بشروا بالغيث ريعت قُلُوبهم ... كَمَا ريع فى الظلماء سرب القطا الكدر)
قَالَ الجاحظ وَإِذا هبت بهَا الرّيح المريسية وهى ريح الْجنُوب ثَلَاثَة عشر يَوْمًا تباعا اشْترى أَهلهَا الأكفان والحنوط وأيقنوا بالوباء الْقَاتِل
مصادر و المراجع :
١- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
المؤلف: عبد الملك
بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)