المنشورات

القصر

هو عكس الإشباع، ولهذا ذكرناه بعده.
وتضطّر العامّة إلى عدم القصر في مناداتهم على السلع، فيشبعون الكلمات التي اعتادوا قصرها لاحتياجهم لمدّ الصوت فيردّونها إلى أصلها، بل ربمّا زادوا في إشباعها.
فمن قصر الألف: قولهم: طَقيّة، في طاقيّة. واستعملها ابن سودون ص 115 فقال: طاقيّا. وفي أوّل 160: طقيّة، أي بالقصر.
وقالوا: يسمين، في ياسمين. وهو قياس مطّرد عندهم، خصوصا في جمع اسم الفاعل فإنّهم يقولون: قَعْدين، ورَيْحين. ويظهر أنّهم لما سكنوا العين في الجمع حذفوا الألف تخلّصاً من التقاء الساكنين لأنهم لم يحذفوها في المفرد فقالوا: قاعد ورايح، لأنّهم لم يسكنوا عينه. إلاّ (أنه) يرد علينا أنهّم قصروا في نحو: بَبُور، ومَجُور وبَبُوج الخ وليس فيها التقاء للساكنين. ويظهر أنّهم لم يحذفوا في نحو: فاعل لأنهّم لو فعلوا لصار على فَعِلْ، وهذه الصيغة معدومة عندهم. وما أتى منها عن المعرّب حوّلوه إلى فعِلْ كما قالوا وِرِش.
وفي مفَاعل لم يقصروا أيضاً في المفرد فقالوا: معَانِد. فإذا جمعوا قصروا وقالوا: معَنْدين. وقالوا: دَهبيّة وأصلها: ذهابيّةِ. ومن القصر عندهم: شَبّ في شاب، ومخلة في مخلاة. وسمعنا بعض البرابرة يقول: البَابُور بإثبات الألف ومدّها عن حركتها المعتادة، وقصر ضمة الباء لبعض القصر. وحذفوا الألف في: مشا الله، هي اللخلخانية (1) ويا مَحْسَن (2)، وقالوا: صَحبي في: صاحبي وأمثاله، أي إذا أضافوه للضمير، لأنهّم في هذه الحالة يسكنونه ثم يقصرونه وقالوا: هَاتْ وبَادْلُه فلم يقصروا هنا مع التقاء الساكنين. 
باكْية السروال لم يقصروها، بل حركة الألف تظهر فيها بعض الظهور. وكذلك إذا أنّثوا فقالوا في رائحة: رايحة، فإنهّم يسكنون ثم يقصرّون فيقولون: رَيْحَه. الشّمَر: لعّل صوابه: الشّمار فقصروه. وَحْدَة في المؤنث، وقالوا في المذكّر: واحد قَفْلَة في قافلة، قولهم: مَجتْشْ في: ما جئت ونحوه. شواهد التوضيح ص 141 لغة كنانة.
مجموعة المعاهدات الدوليّة بين مرّاكش وغيرها ج 1 ص 202: صبون في صابون.
وفي تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفديّ، نقلاً عن ما تلحن فيه العامة للزبيدي: «تقول: جاء القوم معدا فلان: والصواب ما عَدَا فلاناً الخ».
الأغاني ج 3 ص 36 س 2 في شعر لبشار: فطمة عن: فاطمة. العامة الآن تقول: فاطْمة، ولكن بقصر خفيف أي أن الإشباع ظاهر قليلاً.
من القصر قولهم: في أمَنِ الله، أي في أمان الله، جواب سؤال كيف أنت؟ يريدون في أمان ورغد. وبعضهم يقول في أمان الله، بالألف.
القصر في الواو: في الجبرتي ج 4 آخر 183: سُهَاج في سوهاج؛ رسمها هكذا. من العامة من يقول: عُصْفُر، في عَصْفُور، فيقصر ويضم أوله، ومرادهم الجمع أي اسم الجنس لا واحداً منه.
القصر في الياء: قالوا: يسير في أسير. ثمّ قالوا: يسرجي، فقصروا ولم يقولوا: يا سرجي، فجمعوا بين الإشباع والقصر.
واستعملها الجبرتي في ج 2 ص 180 إلاّ أنّه يقول دائماً: يسرجي كما في ج 4 ص 116 
ومن القصر في الياء: قِطَان في قيطان، ودِوَان في ديوان.
القصر عند العرب (1): استعمل صاحب القاموس القصر بمعنى حذف الألف في (كفف) فقال: الكفاف ... كالكفف مقصوراً، وانظر شرحه. وترى أنّه لم يرد حذف الألف الأخيرة، واستعمله صاحب اللسان في آخر مادّة (نع) في كلامه على النعنع والنعناع.
المحتسب ج 1 ص 202 - 203: جاز حذف الألف لكثرة الاستعمال كقوله إلاّ عَرَاداً عَرِدا، ومراده: عارداً.
التصريح ج 2 ص 431: لغة في حذف ألف (ما) الموصولة إن كانت مع شئت كقولهم: سل عمّ شئت.
بعض كنانة في قولهم: مَصَنَعْت في: مَا صَنَعْت: شواهد التوضيح ص 141 (في الاستفهام). الخصائص ج 2 ص 423: إجراء بعض العرب ألف التثنيه وواو الجمع مجرى حركة التقاء الساكنين، فيقولون في بيعا يا رجلان، وبيعوا يا رجال: بعَا، وبعُوا.
خزانة البغداديّ ج 2 ص 385: هوازن وعلياء قيس اكتفاؤهم بالضمّة عن الواو كقولهم: ولو أنّ الأطبّاكانُ حولي، وكلام في ذلك، وهو أيضاً في همع الهوامع ج 1 أواخر ص 58.

المحتسب ج 2 ص 33: النجُم، أراد: النجوم، فقصر الكلمة الخ .. وانظر 117 - 118. وفي ص 249: مَلح أصله مالحِ أي مقصور. الروض الأنف ج 1 ص 81 بيت فيه العصافر أراد العصافير وحذف الياء ضرورة. وفي 175: العثاكيل على: عثاكل.
عبث الوليد، ظهر 56: الشّفق قليلة الاستعمال، ويجوز أنّه أراد الشّفيق فحذف الياء الخ ...
أصبح قلبي صرداً الخ .. شرح شواهد الكشاف ص 93.
رسالة الشوارد في رسائل الصاغاني ص 6: التّبُوت لغة في التّابُوت الخ.
مادّة (ركب) من اللسان ص 414: شاهد فيه تَبيعَهَ، بالقصر والمراد تَبيعَهَا. قال: وهو شاذ.
السيرافي على سيبويه ج 1 أوّل ص 84: من العرب من يقول: ضَرَبُ في معنى ضَرَبُوا، وشواهد.
وفي ص 476: الاشهباب في الاشهيباب.
المخصّص ج 6 ص 160: قَصْر عَتَاد على عَتَد، في بيت.




مصادر و المراجع :

١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية

المؤلف: أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید