المنشورات
التوكيد
تكرير الجمل والألفاظ من الأفعال والأسماء والحروف قد يراد به التأكيد، كقولهم: محمد محمد، وأحوّش أحوّش، إن كانوا يريدون التأكيد. وقد يريدون به تكرير الفعل كقولهم: أحوّش أحوّش ثم أشترى داراً، وبصّ في وشيّ، بص في وشّي، وبعدين قال كدا، أي افعل هذا الفعل مرّات متعدّدة حتى يجتمع لي ما أشتري به، ونظر في وجهي مرة بعد أخرى ثم قال كذا. وقد يكررون الفعل ليفيد معنى إطالته والإكثار منه كقولهم: يصوم يصوم، ويفطر على بصلة، أي يكثر الصوم ويطيله أياماً. ومنه في المثل: «عاشر عاشر ومِسيرك تفارق». ويفرق بين التأكيد والتكرير من السياق ومن لهجة المتكلم.
ومن التأكيد عند العامة قولهم: كلّ كَليلة، وذكر في الكاف. قولهم: ما هو راح ما راح. وما هو رايح، يظهر أن «ما» هنا بمقام: إنه رائح، للتأكيد. وقد ذكرناه في «ما» في باب الحروف. وغالب الألوان عندهم منسوبة، كقولهم: رمادي وكحلي وبني. والعرب تقول: أرمد وأكحل. الدرر الكامنة 1: 184 شعر للعزازي في قوص فيه «صفَار» بمعنى الصفرة، أي كما تقول العامة. مراتع الغزلان 30: بيت فيه: علاها لطول الانتظار صفار، أي صفرة، وانظر ما كتب في مادة (صفر).
ويقولون: أزرق، للأسود في الصعيد (1).
ويقولون: غامق، للداكن، وهم يستعملونه لكل لون إلا الأبيض فليس فيه فاتح ولا غامق، وإنما قالوا: أبيض شاهق وشفاف، وبعضهم يقول: أسود غامق ولا فاتح فيه. وقد يقال: قادح. الصباغون الذين يطلون الحيطان بالألوان يقولون: فاتح وغميق. وقالوا: أخضر زرعي. وأظن أن العامة قالت: أصفر فاقع (2).
وأكدوا الصفة كأحمراني وأسمراني وأبيضاني، بزيادة الياء.
أصفراوي وأبيضاوي وأسمراوي وخضراوي ليس لتأكيد الصفة عند العامة كما في أحمري بل الاستعمال يدل على أنهم يريدون الذي يميل لونه إلى كذا. ورأيت في كتاب المنح الإلهية في مناقب السادة الوفائية لأبي اللطائف ابن فارس من القرن العاشر تقريباً أنه وصف رجلا أشقر فقال عنه: بيضاوي، وهي هنا للتأكيد. وهذه الكلمة غير مستعملة الآن بمصر عند العامة بل يقولون: أبيضاني لمن يميل لونه إلى البياض ولم يكن أشقر.
مصادر و المراجع :
١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية
المؤلف: أحمد بن
إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)
2 يناير 2024
تعليقات (0)