المنشورات
باشا
الباشا بفتح الباء العجمية الواقعة بين الألفين [كذا] من الألفاظ المختصة بالروم, وهو ذو شوكة, جعل السلطان أزمَّة عدة من الأمراء بيده, وفوض عرفيات ولاية إلى رأيه, وهو في الحقيقة وزير تلك الولاية. كذا نقلته من خط السيد العلامة ميرزا مخدوم من كتاب المعرب والدخيل لمصطفى المدني. وجاء في المقطم - الجمعة 16 رمضان 1343/ 10 أبريل 1925 بقلم الدكتور محمد علي حسن: «لقبا باشا وبك: أصلهما واشتقاقهما: اطلعت على ما جاء في عدد أبريل من مجلة الهلال الغراء من الإيضاحات عن ألقاب (بك) و (باشا) لسعادة البحاثة الكبير الأستاذ/ أحمد زكي باشا فحمدت له ما جاد به على القراء خدمة للعلم. ونحن وإن كنا نؤيد رأى سعادته ولكنا نريد أن نزيد على ذلك ما تقضى به الضرورة فنبين مصدر هذه الأسماء, ومن أين أخذت هي وما شبهها, فنقول:
إن جميع الكلمات والاصطلاحات مأخوذة من اللغة القديمة الأولى وهي لغة «آدغة» أي لغة عاد التي حافظت عليها بعض القبائل الجركسية. وقد أثبتنا ذلك في كتابنا المسمى «إيقاظ المؤرخين» باللغة التركية.
وكلمة باي (بك) في هذه اللغة تدل على الغنى, وهي متداولة في اللغة الفارسية ولكن لا يسع أحدا أن يدعي بأن الكلمة فارسية أو تركية لأنها مركبة من حرفين أحدهما «ب» بمعنى الكثرة والوفرة, والآخر «ئى» أو «ي» بمعنى المالك أو الصاحب. وأما استعمال كلمة بك بمعنى (سيد) أو (أمير) فشائعة أيضا في لغتها الأصلية على أن توضع في آخر الأسماء كطومانباي وبارسباي وقرطباي أو بالاختصار كخامبي وقاسبي وكسبي الخ.
وكلمة «باشا» مأخوذة أيضا من لغة عاد (آدغة) وهي مؤلفة من حرفين أحدهما «به» بمعنى المتقدم و «شه» بمعنى السائق أو القائد فيكون معنى اللفظ إجمالا «القائد الرئيس» وتستعمل كلمة «بشه» في مصطلحات هذه اللغة لبيان الأمراء الممتازين. وكلمة «باشا» التركية محرفة ومخففة من هذه الكلمة.
وفي المقطم - السبت 24 رمضان 1343/ 18 أبريل 1925 بقلم حسن محمد الغزولي: «قرأت في المقطم في العدد 10978 تحت العنوان المتقدم بحثا لغويا عن أصل كلمتي باشا وبك واشتقاقهما بإمضاء الدكتور محمد علي بك حسن وقد لفت نظري قول الدكتور «أن جميع الكلمات والاصطلاحات مأخوذة من اللغة القديمة الأولى وهي لغة (آدغة) أي لغة عاد التي حافظت عليها بعض القبائل الجركسية».
والتصريح بأن جميع الكلمات والاصطلاحات مأخوذة من اللغة القديمة الأولى يشعر بأن هذه اللغة أي لغة آدغة إنما هي أصل اللغات وقد تكون أقدم لغة في العالم كما قد تكون لغة آدم وحواء.
وقد يكون لنا أن نطلب إلى حضرة الدكتور إثبات ذلك لولا أنه قد قال في بحثه: «وقد أثبتنا ذلك في كتابنا المسمى إيقاظ المؤرخين باللغة التركية» وهو تصريح يفيد بأن حضرة الدكتور وصل حقيقة وأثبت بالفعل في هذا الكتاب أن جميع الكلمات والاصطلاحات مأخوذة من اللغة القديمة الأولى وهي لغة (آدغة) أي لغة عاد. ولسنا في حاجة بعد هذا إلى أن نطلب من الدكتور أن يزيدنا فيترجم لنا فصلا أو فصلين من كتابه الذي أثبت فيه هذا الاكتشاف اللغوي الهام لنقف على الحقيقة. ولكنا نطلب إليه أن يتكرم فيذكر لنا أمثال كلمة باشا وبك ويبين لنا أصلهما في لغة آدغة, وكيف حرفت عنها على مثال ما ذكره في المقطم تحت العنوان السابق.
ويقول بعضهم إن أصله باي شاه أي قَدَم السلطان. ولا يبعد أن يكون هذا كقولهم في فارس يمين الملك, ونحو ذلك. وهو لقب تشريف عندهم أو رتبة ويكون هذا كقول العامة بمصر: فلان إيده ورجله, كناية عن أنه يعاونه في عمله بحيث لا يستغني عنه.
درر الفرائد المنظمة 1: 17: باش المماليك بمكة. وفي 134 - 136: باش. وفي 237 - 238: أول ولاية باش لمكة وسببه. وفي 270: هم سلسلوا البحر لا لشيء وأرسلوا للحجاز باشة. وفي 302: وفي عنقه باشة, وفي عنق عديله طرفها. يظهر أنها سلسلة كانت توضع في العنق, وبه تظهر التورية. وفي 327: باشا على العساكر المتوجهين. وبعض الأحيان يقول باش العسكر. وهو يستعمل كثيرا باش المماليك, وباش مكة وباش الترك. ولكن بعد الدولة العثمانية استعمل في ألقاب كبرائهم باشاه, وفي آخر 370: باشاه على العسكر. وفي 351: كما هي عادة أكابر باشات الروم, أي استعمل هذا الجمع. وفي 373 الباشة, هكذا ولعله تحريف عن الباشاه من الناسخ. وفي 417: الباشة, وكذلك في 423 - مرتين - وفي 429. وفي 2: 3: باشاه, ثلاث مرات. وفي 9: الباش. وفي 10: باشاه, مرتين, ولم تكتب بعد ذلك, وهي مكررة في هذا الجزء. وفي 27: الباشة. وفي 116: الباشاه المفخم علي أغا, عند ولايته باشا بالديار المصرية. وفي 198: وولي نيابة السلطنة بمكة. ويظهر أنه وال غير الشريف. وانظر في 300 ولعله أول أمير بها من مصر, وذلك في مدة بيبرس.
السنا الباهر (2033 تاريخ) ص 66: تعبيره بالأمير الباش أي باشا مكة.
الضوء اللامع 2: 69: وساق المحمل في أيامه أحد الباشات, يريد جمع باش. وفي 71: باش التجريدة. ولم تكتب بعد ذلك. وفي أواخر 107: أمير الترك بمكة. ولم يقل باشا ولا باش. وكذلك في 117. وفي آخرها: إمرة الترك. وفي ص 259: واجتمع بمحمود باشاه أجل أمراء ابن عثمان. وفي أوائل 512: تجريدة كان باشها .. وفي أواخر ص 528: أمده بعسكر باشه ولده إبراهيم. وفي 6: 473: ساق المحمل عدة سنين باشا. وفي 495: باشا العسكر المسفَّر.
العقد الثمين 2: 161: أمير مكة أحمد بن التركماني. وفي 46 - 461: ولي إمارة مكة ونيابة السلطنة.
تراجم الصواعق (رقم 1401 تاريخ) ص 123: جمعه باشا علي باشات. وفي 206: باشية أي باشوية. وفي 327: باشة بندر العقبة, أي بالتاء. وفي 363: الباشات أي الباشوات.
في كتاب العاقبة في الموت, والكلام فيه وفي القبر والحشر, في آخره أنه قرأه على أحد العلماء المقر العالي الخ باش المماليك السلطانية بمكة المشرفة ... الخ.
الكواكب السائرة 2: 216: بيت فيه إلياس باشا.
الكواكب السائرة لأبي السرور البكري في التاريخ, آخر ص 20 (2) قال عن خير بك: خير بك باشا.
تاريخ ابن الفرات ج 12 أواخر ص 63 (1) ترتيب الظاهر بيبرس نائبا عنه بمكة يرجع الشريف إليه في أموره سنة 667.
الأرج المسكي في التاريخ المكي للطبري (رقم 2205 تاريخ) أواخر ص 81: حكم شريف باشوي. أي استعمله في النسبة بالواو. وانظر أول 83.
الإعلام لقطب الدين (رقم 1339 تاريخ) ص 216: الأمير سودون ليكون أميرا على خمسين فارسا بمكة, وولاه نظر الحرمين مدة جقمق. وفي 220: أمير الترك بمكة. وفي 236: باش الترك الراكز بمكة.
ابن إياس 1: 104 باش العسكر, أي المتعين عليهم قائدا. وفي 2: 43 باش العسكر, وباش الرماحة ... الخ. وفي 163: باشة الجند. وفي 288: باش مكة.
الإسحاقي يستعمل في تاريخه دائما باشة مصر, وباشوية مصر. الدرر الكامنة ج 1 أوائل ص 331: علي باشاه.
التعريف بالمصطلح الشريف ص 41: صاحب قسطمونية أو كصطمونية سليمان باشا, وبعده ولده إبراهيم شاه. فلعل الأول محرف عنه.
اضطر النابلسي أن يقول في أحد التواريخ في سلك الدرر 4: 265: يوسف باش الوزير, ولو أنه قال باشا ما انكسر البيت.
الفوائد البهية للكنوي ص 240. قال: لفظ باشا استعمل للعلماء. قل: ليس كذلك بل هو ألقاب لآبائهم أو ألقاب رتب بعضهم ممن انتقل إلى السلك العلمي بعد الملكي.
لطف السمر في القرن الحادي عشر ص 368 س 3: كون العجم يسمون الخان في مقام باشا عند الأتراك.
اقترح مرسي أحمد ببنك مصر في الأهرام - يوم الأربعاء 10 نوفمبر 1920/ 29 صفر 1339 تغيير الألقاب التركية, فقال: «واللقب التركي - باشا - يميز باللغة العربية بكلمة «سعيد» ويا سعادة من يحصل عليه, وفي المكاتبات الرسمية يقال: حضرة صاحب السادة, لمن يكون سعيدا».
مصادر و المراجع :
١- معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية
المؤلف: أحمد بن
إسماعيل بن محمد تيمور (المتوفى: 1348 هـ)
3 يناير 2024
تعليقات (0)