المنشورات

ميتافيزيقا اللغة

نحن نفكر بلغة معينة لها تاريخها الثقافي والفكري
ولا نفكر بالتجريد العام الذي ينطبق على الخصائص
المشتركة المفترضة لكل اللغات ‎٠‏ وكل لغة تحمل آثار
المراحل المختلفة لتاريخ الناطقين بها » وما طرا على ذلك
التاريخ من تغيرات وانقطاع واستمرار ‎٠‏ وكل لغة تحوي
بالاضافة الى كلماتها - وجهات نظر وتحيزات تضاد
مواقف آخرى » وتعطي تفسيرات مختلفة لانطباعات الحواس
عن العالم الخارجي ( في الالوان عموما على سبيل المثال التي تتماثل بالنسبة الى الجميع تؤكد لغات معينة تدرجات
خاصة وأجزاء خاصة من الطيف آو تنسب اليها قيمة
خاصة ) ‎٠‏ وحتى النحو فهو في الكثير من اللغات يقسم
العالم الى دائرتين : اسم وهو يتعلق بالاشياء والموضوعات
وفعل وهو يتعلق بحركات وعمليات تستغرق زمنا © فذلك.
التقسيم من خواص اللفة وليش من خواص العالم الذي
نعرف الآن آنه ف حالة دائمة. وصيرورة وتحول !) الهجوم
اسم وهو يستغرق زمنا وكذلك الموجة والنبض والبرق
في التصنيف اللفوي ) ‎٠‏ فاللغة تقوم بادراك العالم وتقسيمه
وتحليله بطريقتها ‎٠‏ ان لغة الهوبي نصها في شمال أمريكا
لا تعرف التصنيف الى أسماء وأفعال وما تزال في مرحلة
نظرة توحيدية الى العالم ‎٠‏ فالبيت : يأوى والنار : تحرق
مع اضافة سوابق ونهايات عن المنزل الذي كان أو يصبح ‎٠‏
‏وهناك لغات لا تعرف التقسيم الى ماض وحاضر ومستقبل
أو لا تعرفه بنفس الطريقة ‎٠‏ وحتى تقسيمات اليوم والفصول
وحتى الزمان والمكان وهي تصورات عامة جدا لها لافتات
مختلفة ‎٠‏ فكل لغة تفسر نفس الوقائع تفسيرا به درجة من
الاختلاف » فنحن نعيش في العالم والحياة الاجتماعية وفي
اللفة الام ‎٠‏ ونحن نتعلم تلك اللغة منذ الطفولة ونرى العالم
وقد استقبلته كل لغة بطريقة مختلفة بعض الاختلاف » أي
أننا ذرى العالم من خلال منشور اللغة المفتت للون الواحد الى
الوان طيف في النحو والمفردات ولا نرى من ظواهر العالم
وتنوعه الا ماله لافتة لغوية ‎١ ٠‏
ولكن اللفة لا تؤثر في جوهر الفكر بل في تكنيكاته أي
في التوصيل اللغوي للاعلام عن الواقع ؛ ولكل لغة تسهيلاتها
الخاصة أو صعوباتها » وذلك لا يجعل لكل لغة ميتافيزيقاها
ولا يتعدى الامر معرفة معينة أو مواقف سابقة » فاللفة
تتغير والعالم يتغير وهناك تبادل للتأثير بينهما ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید