المنشورات

نظرية التكوين التشكيلي في الادب

سادت حتى القرن التاسع عشر نظرية التقليد
والمحاكاة ثم ظهرت الى جوارها نزعة تعبيرية ‎٠‏ النظرية
الاولى تحاكي العالم الخارجي والنزعة الثانية تحاكي
وجدان.الاديب ( محاكاة في شكل" اخر ) ‎٠‏ ولكن « كاينيرر »
يقدم نظرية الفن باعتباره تكوينا تشكيليا فما معنى
ذلك ؟ ان الادب لا يعيد نسخ العالم الخارجي او نفسية
الفنان ء وهما شيئان موجودان قبل تجربة العمل الادبي  فلا يوجد واقع بالنسبة للانسات ما لم يكن قد خلقة في
شكل رمزي ‎٠‏

يذهب كاسيرر الى ان اللكة الانسانية الشاملة هي
المقدرة على الترميز التي تخلق العالم الانساني باعطائة
شكلا رمزيا ‎٠‏ فالواقع كما تذهب الكانطية » شيء في ذاته
لا يفهم الا في الاشكال الضرورية التي تعطيها له الفاعلية
الانسانية ‎٠‏ والرمزية هنا بمعنى « 1عمق » » لا تنتمئ الى
الواقع الخارجي او الحياة النفسية ‎٠‏ وتذهب تلك النظرية
الى ان الفن عموما هو طريقة خاصة لاستيعاب الواقع
تختلف عن العلم. والنشاط اليومي » ولها حقها ق ان تقوم
بذاتها ‎٠‏ فالعالم الادبي كون اخر. متغاير وليس مكملا
خياليا لعالم العلم او النشاط اليومي او الدين بل طريقة
بديلة للاحاطة بالعالم وهو أداة يخلق بها الانسان واقعه ‎٠‏

وتلك الطريقة تتفق عند كاسيرر مع سمات الفكر
الاسطوري وهي عدم التفرقة بين الواقعي والمثالي بين
الشيء والصورة بين الجسم وصفاته آو احدى صفاته بين
الاصل عاام والمبداً امم ‎٠‏ لذلك يتحول التشابه
والتقارب الى سلسلة علية تفسر بدورها باعتبارها انسلاخا
ماديا « نموا عبر أطوار في دورة الحياة الواحدة من الشرنقة
الى الفراشة مثلا » ‎٠‏

وتأخذ الصور العينية الكلية مكان القانون » ويماثل
الجزء الكل من الناحية الوظيفية ڵ ويتبع الكون باكمله
نسقا مفردا أساسيا باطنا ويترابط بواسطة التعارض بين
المقدس والدنس ( ولهما علاقة ايضا بالاتجاهات الاربعة
الاصلية بفكرة المكان والزمان والعدد ) ‎٠‏ وثمة شعور بوحدة
الحياة ولكن كاسيرر يغفل آن الرمزية الاسطورية غائصة في الشبكة الاجتماعية لاتي تولدها » وان التمؤذج الاسطوري
ليس مقطوع الصلة بالتجربة الاجتماعية فلين التحويل
الرمزي وظيفة فطرية في مخ الفرد بل فاعلية جماعية ‎٠‏

وليت مبادىء تشكيل الادب تكوينا. تجريديا خالصا ء
فان تجارب الحياة الاجتماعية الواقعية هي التي توجه
الاستجابة التخيلية » فالايقاع والتوتر. والحركة في المبادىء:
التشكيلية تعتمد استجابتنا لها على تجارب الثقل والاندفاع؛
والقصور الذاتي في العالم الخارجي وكذلك في العلاقات:
الاجتماعية التي يشعن بنها الروائي والشاعر والقارىء
شعورا مباشرا » وقد يضفي عليها الاديب دلالة معيارية ‎:٠‏
‏فاللاتمثيلية حينما: تقوم بتجريد مبادىء التشكيل وتقوم
بتكثيفها انما تقوم بتقديم بتاء الخبرة ونموذجة وتشير
الى ما هو باطن في قلب التجربة الانسانية الخلاقة عموما ‎٠‏
‏هناك اذن مبادىء تشكيل ودلالات مشتركة بين الاذب
اللاتمثيلي وايقاع النشاط في العالم الخارجي وتوتر الصراع:
فيه وياخذ العالم الغني تلك الدلالات منظورا. اليها في ذاتها
فالكاتب لا يخلق عالمه الفني من العدم ‎٠‏

 

مصادر و المراجع :

١- موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم

المؤلف: محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (المتوفى: بعد 1158هـ)

٢- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

المؤلف: نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت ٥٧٣هـ)

٣- لسان العرب

المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت ٧١١هـ)

٤- تاج العروس من جواهر القاموس

المؤلف: محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي

٥- كتاب العين

المؤلف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت ١٧٠هـ)

٦- معجم اللغة العربية المعاصرة

المؤلف: د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل

٧- المعجم الوسيط

المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة

(إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید