المنشورات

«ابن أشتة» ت 360 هـ

هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة أبو بكر الأصبهاني أستاذ كبير وإمام شهير، ونحوي محقق سكن مصر.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «ابن أشتة» القراءة القرآنية عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: أبو بكر ابن مجاهد الإمام المشهور وصاحب كتاب السبعة في القراءات، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي الأخير، ومحمد بن يعقوب المعدل، وأبو بكر النقاش، وأبو بكر الآدمي، وإبراهيم بن جعفر الباطرقاني، ويوسف بن جعفر بن معروف.
وآخرون (2) يقول «ابن الجزري»: وقول «ابن سوار» في كتابه «المستنير» في سند رواية «روح» أنه قرأ على «أحمد بن حرب المعدل» وهم. والصواب أنه محمد ابن يعقوب المعدل. كما ذكره «ابن أشتة» في كتابه، وهو أخبر به «وأحمد بن حرب» قديم الوفاة توفي سنة إحدى وثلاثمائة، ولم يدركه «ابن أشتة» ولو لم يسمّه «ابن أشتة» في كتابه لقلنا: إنه ربما يروي عنه بواسطة ولكن بعد تسميته له وتعيينه أنه: «محمد بن يعقوب» لا سبيل الى أن يكون: أحمد بن حرب.
وأيضا فإن المعدل الذي هو معروف بابن وهب صاحب «روح» وأبي الزعراء صاحب الدوري، إنما هو: محمد بن يعقوب، لا «أحمد بن حرب» اهـ (1).
تصدر «ابن أشتة» لتعليم القرآن واشتهر بالثقة وجودة الإتقان، وأقبل عليه طلاب العلم وحفاظ القرآن، وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة القرآنية: خلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي، وعبد المنعم بن غلبون، ومحمد بن عبد الله المؤدب، وخلف بن قاسم وغير هؤلاء (2).
لم يقتصر عمل «ابن أشتة» على الدرس والتعليم، بل تعدى ذلك إلى الكتابة والتصنيف فزود مكتبة علوم القرآن بالمصنفات النافعة المفيدة، من هذه المصنفات: كتاب «رياضة الألسنة» في اعراب القرآن ومعانيه، وكتاب «المصاحف» يقول عنه «السيوطي» رأيت لابن أشتة «كتاب المصاحف»، ونقلت منه أشياء في كتاب «الاتقان» (3) ومن مصنفات «ابن أشتة» أيضا كتاب «المحبر»، قال عنه «ابن الجزري»: وكتابه «المحبّر» كتاب جليل يدل على عظيم مقداره (4) ومن مصنفات «ابن أشتة» أيضا كتاب «المفيد في الشاذ» (5).
احتل «ابن أشتة» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه حول هذا المعنى يقول الداني: «ابن أشتة» ضابط مشهور ثقة، عالم بالعربية بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة، روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه عبد المنعم بن غلبون، وخلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي وآخرون اهـ (1). قال ابن الجزري: «ابن أشتة» أستاذ كبير وإمام شهير، ونحوي محقق ثقة» اهـ (2).
توفي «ابن أشتة» بمصر في شعبان سنة ستين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.






مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید