المنشورات

«أبو الحسن الأنطاكي» ت 377 هـ

هو: علي بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن بشر أبو الحسن الأنطاكي التميمي نزيل الاندلس وشيخها.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «أبو الحسن الأنطاكي» بأنطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين من الهجرة. أحب «أبو الحسن الأنطاكي» الرحلة في طلب العلم، فدخل بعض البلاد الإسلامية ليستمع من مشايخها، ويأخذ عن علمائها مثل: دمشق ومصر حتى أصبح من العلماء المشهورين الحذاق، وفي هذا يقول: «ابن الجزري»:
لزم «أبو الحسن الأنطاكي» إبراهيم بن عبد الرزاق نحوا من ثلاثين سنة، وخرج من أنطاكية مع أمه للحج في شوال سنة ثمان وثلاثين وانصرف إلى دمشق، فوصل إليه موت شيخه «إبراهيم بن عبد الرزاق» فنزل «مصر» وأقرأ بها إلى أن وجّه «المستنصر بالله» أمير الأندلس قاصدا إلى «مصر» وكتب معه أن يجهز إليه مقرئا، يقرئ الناس بالأندلس فوجه إليه بأبي الحسن، فقدم الاندلس مع «أمه» ودخل «قرطبة» في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة (2).
أخذ «أبو الحسن الأنطاكي» القراءة عن عدد كبير من علماء القراءات، وفي هذا يقول «الإمام ابن الجزري»:
أخذ القراءة عرضا عن «إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن محمد بن حشيش، ومحمد بن جعفر بن بيان البغدادي، ومحمد بن النضر بن الأخرم، وأحمد بن صالح البغدادي، وأحمد بن يعقوب التائب».
ثم يقول «ابن الجزري»: وقد وقع في كتاب «المستنير» لابن سوار أن «أبا الحسن الأنطاكي قرأ على اسماعيل النحاس عن الازرق عن ورش وهذا مما لا يصح، فإن النحاس توفي قبل مولد «الأنطاكي» هذا بنحو عشر سنين وأكثر.
ولكن لما دخل الأنطاكي «مصر» سنة ثلاثين وثلاثمائة كان جماعة من أصحاب «النحاس» موجودين، فيحتمل أن يكون قرأ على بعضهم والله أعلم اهـ (1).
تصدر «أبو الحسن الأنطاكي» لتعليم القرآن وحروفه، واشتهر بالثقة وحسن القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن وتتلمذ عليه عدد كبير، وفي مقدمتهم: «أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ، وإبراهيم ابن مبشر، وعتبة بن عبد الملك، ومحمد ابن عمر الغازي، وأبو المطرز القنازعي، ومحمد بن يوسف النجار، وعبيد الله بن سلمة بن حزم شيخ أبي عمرو الداني وآخرون» (2).
لم تقتصر جهود أبي الحسن الأنطاكي على تعليم القرآن، بل شملت أيضا بعض المصنفات النافعة في القراءات. يقول «الإمام الداني»: «أخذ أبو الحسن الأنطاكي» القراءة عرضا وسماعا عن «إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الأخرم وصنف قراءة ورش» اهـ (3).
احتل «أبو الحسن الأنطاكي» مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «أبو الوليد بن الفرضي»: أدخل أبو الحسن الى الاندلس علما جما، وكان بصيرا بالعربية والحساب، وله حظ في الفقه، قرأ الناس عليه، وسمعت أنا منه، وكان رأسا في القراءات، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته (1).
وقال «الإمام الداني»: «أبو الحسن الأنطاكي» مشهور بالفضل والعلم، والضبط وصدق اللهجة اهـ (2).
وقال «القفطي»: رحل «أبو الحسن الأنطاكي» إلى الاندلس، فأدخل إليها علما كثيرا من القراءات والرواية لحديث كثير عن الشاميين والبصريين، وكان بصيرا بالعربية والحساب. وله حظ في الفقه على مذهب الشافعي. قرأ الناس عليه بالاندلس، وكتبوا عنه، وسمعوا منه اهـ (3).
وقال «الإمام ابن الجزري»: «أبو الحسن الأنطاكي» شيخ الأندلس، وإمام حاذق، مسند، ثقة ضابط، اهـ (4).
توفي «أبو الحسن الأنطاكي» سنة سبع وسبعين وثلاثمائة بقرطبة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.




مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید