المنشورات
«أبو طاهر بن أبي هاشم» ت 349 هـ
هو: عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أبو طاهر البغدادي البزاز الإمام النحوي والأستاذ الكبير أحد الأعلام.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «أبو طاهر» في رجب سنة ثمانين ومائتين، وبعد أن شب عوده تتلمذ على خيرة العلماء يأخذ عنهم القرآن والحديث والنحو، وغير ذلك من أنواع المعرفة.
ومن يقرأ كتب التراجم والتاريخ يجد أن شيوخ «أبي طاهر» بلغوا من الكثرة عددا كثيرا، وحسبي أن أشير هنا إلى قبس منهم: فمن العلماء الذين أخذ عنهم «أبو طاهر» القرآن وحروف القراءات، «أحمد بن سهل الأشناني، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وأبو بكر بن مجاهد، وإبراهيم بن غرفة، وإبراهيم بن محمد بن أيوب، وأحمد بن رستم، وأحمد بن فرح، وأحمد بن علي بن الحسن، وأحمد بن محمد الشعراني، وغيرهم كثير (2).
ومن العلماء الذين أخذ عنهم «أبو طاهر» حديث النبي صلى الله عليه وسلّم:
«محمد بن جعفر القتات، وعبيد بن محمد المروزي، وأحمد بن فرح الضرير، وعبد الله بن محمد بن ياسين، ومحمد بن الحسين بن شهريار، ومحمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن العباس اليزيدي، ووكيع القاضي، وأبو بكر بن أبي داود، وصالح بن أبي مقاتل، وأبو بكر بن أبي مجاهد، وأبو مزاحم الخاقاني»، وغير هؤلاء كثير (1).
وكما كان «أبو طاهر» من علماء القراءات والحديث كان أيضا من علماء النحو واللغة، وكان كوفي المذهب، وقرأ على «ابن درستويه» بعض كتاب «سيبويه» (2).
وبعد أن اكتملت مواهب أبي طاهر جلس لتعليم القرآن وسنة الهادي البشير عليه الصلاة والسلام، فذاع صيته، واشتهر بين الناس، وأقبل عليه طلاب العلم يأخذون عنه، ويتتلمذون عليه، فكثر طلابه وعظمت حلقة درسه، وكان يقرئ في سكة «عبد الصمد بن علي بن عبد الرحمن بن العباس» ببغداد.
ومن الذين أخذوا عن «أبي طاهر» القراءة عرضا وسماعا: أحمد بن عبد الله ابن الخضر، وأبو الفرج أحمد بن موسى، وعبد العزيز بن جعفر بن خواستي، وعبيد الله بن عمر المصاحفي، وعلي بن عمر الحمامي، وعلي بن الحسين الذهبي، وعلي بن العلاف، وجعفر بن محمد بن الفضل، وغيرهم كثير (3).
ومن الذين أخذوا عن «أبي طاهر» حديث النبي صلى الله عليه وسلّم:
إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ (4).
كان «أبو طاهر» رقيق القلب، يبكي من خشية الله تعالى، حول هذا المعنى يقول «الخطيب البغدادي»: «أخبرنا علي بن أبي علي، حدثني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد قال: كنت أمشي يوما مع أبي طاهر ابن أبي هاشم المقرئ، وكان أستاذي فاجتزنا بمقابر «الخيزران» فوقف عليها ساعة ثم التفت إليّ فقال لي: يا أبا القاسم ترى لو وقف هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم؟ فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين؟ وبكى» اهـ (1).
اشتهر أبو طاهر بالثقة وصحة الضبط وتقوى الله تعالى وإتقانه لقراءة القرآن مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا المعنى يقول الحافظ «الذهبي»: «وقد أطنب أبو عمرو الداني» في وصفه وقال: لم يكن بعد «ابن مجاهد» مثل «أبي طاهر» في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته، قرأ عليه خلق كثير. وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين وكان بارعا فيه اهـ (2).
وقال الامام «الداني»: «سمعت عبد العزيز الفارسي» يقول: «لما توفي ابن مجاهد، رحمه الله تعالى أجمعوا على أن يقدموا شيخنا «أبا طاهر» فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر، فتحلقوا عنده كعقيل بن البصري وكان من جلة أصحاب «ابن مجاهد» وكأبي بكر الجلاء ونظرائهما» اهـ (3).
وقال «الخطيب البغدادي»: «كان «أبو طاهر» من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات وله في ذلك تصانيف عدة» اهـ (4).
وقال «القفطي» في تاريخ النحاة: لم ير بعد «ابن مجاهد» في القراءات مثل «أبي طاهر» (5).
توفي «أبو طاهر» في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله «أبا طاهر» رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
مصادر و المراجع :
١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
المؤلف: محمد محمد
محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
13 يناير 2024
تعليقات (0)