المنشورات
«عاصم بن أبي النّجود» 127 هـ مولى بني أسد
أحد علماء التابعين، الإمام، وشيخ قراء الكوفة بلا منازع، ومقرئ عصره الحجة الثقة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «أبو عبيد القاسم بن سلام»: كان من قراء أهل الكوفة «يحيى بن وثاب» وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، قرأ «عاصم» على كل من: «أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي ت 73 هـ، وأبي مريم زر بن حبيش الأسدي ت 82 هـ، وأبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني ت 96 هـ وقرأ هؤلاء الثلاثة على: «عبد الله بن مسعود» ت 32 هـ.
وقرأ كل من «أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش» على «عثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب» رضي الله عنهما، وقرأ «أبو عبد الرحمن السلمي» أيضا على «أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت» رضي الله عنهما.
وقرأ كل من: عبد الله بن مسعود، وعثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت» رضي الله عنهم، على رسول الله صلى الله عليه وسلّم. من هذا يتبيّن أن قراءة «عاصم» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي صلى الله عليه وسلّم.
ولا زال المسلمون يتلقون قراءة «عاصم» بالرضا والقبول حتى الآن، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
قال «الذهبي»: وتصدر «عاصم» للاقراء مدّة بالكوفة فقرأ عليه عدد كثير منهم: «شعبة أبو بكر بن عياش» ت 193 هـ وحفص أبو عمرو وحفص ابن سليمان بن المغيرة ت 180 هـ وأبان بن تغلب ت 141 هـ، وحماد بن سلمة ت 167 هـ، وسليمان بن مهران الأعمش ت 147 هـ.
وقال «ابن الجزري»: كان «عاصم» هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد «أبي عبد الرحمن السلمي» ت 73 هـ.
ثم قال: وقد جلس موضعه ورحل الناس إليه للقراءة، وكان قد جمع بين الفصاحة والاتقان، والتحرير، والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن.
انتهى (1).
وقال «أبو بكر بن عياش»: «لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم» (2).
وقال: «يحيى بن آدم»: حدثنا «الحسن بن صالح» قال: ما رأيت أحدا قط أفصح من «عاصم بن أبي النجود» (3).
وقال «عبد الله بن أحمد بن حنبل»: سألت «أبي» عن «عاصم بن بهدلة» فقال: رجل صالح، خيّر ثقة، قلت: أي القراءات أحب إليك؟ قال:
قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن، فقراءة «عاصم» اهـ (1).
وقال «أبو كريب»: حدثنا «أبو بكر» قال لي عاصم: مرضت سنتين، فلما قمت قرأت «القرآن» فما أخطأت حرفا اهـ (2).
وقال «أبو بكر بن عياش» عن «شمر بن عطية». قام فينا رجلان:
أحدهما أقرأ القرآن لقراءة «زيد بن ثابت» وهو «عاصم» والآخر أقرأ الناس لقراءة «عبد الله بن مسعود» وهو: الأعمش، ثم قال «ابن عياش»: وكان «عاصم» نحويا، فصيحا، إذا تكلم، مشهور الكلام، وكان هو، والأعمش، وأبو حصين الأسدي لا يبصرون. جاء رجل يوما يقود «عاصما» فوقع وقعة شديدة، فما نهره، ولا قال له شيئا اهـ (3).
وأقول: هذا الخبر إن دلّ على شيء فإنما يدل على حلم، وسعة صدر، «عاصم» رحمه الله تعالى.
وقال «سلمة بن عاصم»: كان «عاصم بن أبي النجود» ذا أدب، ونسك، وفصاحة، وصوت حسن اهـ (4).
وقال «أبو بكر بن عياش»: قال «عاصم»: من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا، لم يحسن شيئا، ثم قال: ما أقرأني أحد حرفا إلا «أبو عبد الرحمن السلمي»، وكان قد قرأ
على «عليّ» رضي الله عنه، وكنت أرجع من عنده فأعرض على «زر بن حبيش» وكان «زر» قد قرأ على «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه اهـ (1).
وقال «زياد بن أيوب» حدثنا «أبو بكر» قال: كان «عاصم» إذا صلى ينتصب كأنه «عود» وكان يقيم يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، وكان عابدا، خيّرا، يصلي أبدا، ربما أتى حاجة، فإذا رأى مسجدا قال: حل بنا فإن حاجتنا لا تفوت، ثم يدخل فيصلي اهـ (2).
وقال «الذهبي»: كان «عاصم» ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه «أبو زرعة» وجماعة، وقال «أبو حاتم»: محله الصدق اهـ (3).
وقال «أبو بكر بن عياش»: دخلت على «عاصم» وقد احتضر، فجعل يردد هذه الآية يحققها كأنه في الصلاة: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ (4).
توفي الإمام «عاصم» بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة بعد حياة حافلة بتعليم كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. رحم الله «عاصما» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
مصادر و المراجع :
١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
المؤلف: محمد محمد
محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
13 يناير 2024
تعليقات (0)