المنشورات
«العبّاس بن الفضل» ت 186 هـ
العالم الجليل، الورع، عظيم القدر، قاضي الموصل. هو: العباس بن الفضل ابن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الواقفي الأنصاري البصري قاضي الموصل.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «العباس بن الفضل» سنة خمس ومائة من الهجرة. وقدم «العراق» فلقي «أبا عمرو بن العلاء البصري» فقرأ عليه القرآن، وجوّده، وبرع في معرفة القراءات.
وكان «العباس» صاحب شهرة عظيمة ومن العلماء الأفذاذ، وقد ولّي القضاء بالموصل، وأقام بها قاضيا إلى أن توفي رحمه الله.
وكما أخذ «العباس بن الفضل» القراءة عن «أبي عمرو» أخذها أيضا عن غيره، مثل: خارجة بن مصعب عن «نافع بن أبي نعيم» وأبي عمرو عن مطرّف ابن معقل عن ابن كثير، وآخرين.
يقول «ابن الجزري»: وكان «للعباس بن الفضل» اختيار في القراءة.
وكان «أبو عمرو بن العلاء» يجلّ «العباس بن الفضل» ويثني عليه، ومن ذلك قوله: «لو لم يكن في أصحابي إلا «العباس بن الفضل لكفاني» اهـ (2).
وكان «العباس» رحمه الله تعالى صاحب مكانة سامية بين علماء عصره مما استوجب ثناءهم عليه، فمن ذلك قول «سبط الخياط»: وكان «العباس بن الفضل» عظيم القدر جليل المنزلة في العلم والدين والورع، مقدما في القرآن، والحديث، من أجلاء أصحاب «أبي عمرو» اهـ (1).
وقد روى القراءة عن «العباس بن الفضل» عدد كثير منهم: «حمزة بن القاسم، وعامر بن عمر الموصلي، وعبد الرحمن بن واقد، وعبد الرحمن البيروني، ومحمد بن عمر الرومي، وآخرون (2).
ومما يدلّ أيضا على مكانة «العباس بن الفضل» في العلم مناظرته الإمام الكسائي في الإمالة. ومعروف لدى جميع العلماء مكانة الكسائي العلمية في القراءات، والنحو، واللغة والغريب، فهو الإمام السابع من أئمة القراءات، كما أنه إمام مدرسة الكوفة في النحو.
فالإمالة لها أنواع: صغرى، وكبرى، ولها شروط، وأسباب، وموانع، ومنها القياسي، وغيره، إلى غير ذلك من الأحكام الخاصة بها، والتي هي مبينة في المصنفات المعنية بذلك.
ومما يدل على أهمية باب الإمالة، أن العلماء ألفوا فيها بحوثا خاصة لنيل درجة الدكتوراة. فكون «العباس بن الفضل» يناظر «الكسائي» في هذا الباب لا يدل إلا على أن «العباس» كان من مشاهير علماء عصره.
وكما اهتم «العباس بن الفضل» بالقراءات القرآنية، فقد اهتم أيضا بروايته لحديث النبي عليه الصلاة والسلام، وقد روى عنه الحديث عدد منهم: «بشر بن سالم الكوفي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومسعود ابن جويرية، وزكريا بن يحيى رحمويه» وآخرون (1).
توفي «العباس بن الفضل» سنة ست وثمانين ومائة من الهجرة، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل. رحم الله «العباس بن الفضل» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
مصادر و المراجع :
١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
المؤلف: محمد محمد
محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
13 يناير 2024
تعليقات (0)