المنشورات

«عبد الله بن كثير» ت 120 هـ

أحد علماء التابعين، شيخ القراء، وإمام أهل مكة. مولى «عمرو بن علقمة الكناني» وقد ولد بمكة سنة ثمان وأربعين هـ.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال: «أبو نعيم»: عبد الله بن كثير الداري، مولى بني عبد الدار، كان ثقة (2).
وقال «ابن عيينة»: لم يكن بمكة أحد أقرأ من «حميد بن قيس، وعبد الله ابن كثير» اهـ (3).
وقال جرير بن حازم: رأيت عبد الله بن كثير فصيحا بالقرآن اهـ (4).
وقال «ابن الجزري»: كان «ابن كثير» الإمام المجتمع على قراءته «بمكة» المكرمة، لم ينازعه فيها منازع.
وقال «مجاهد»: لم يزل «ابن كثير» الإمام المجتمع عليه في القراءة «بمكة» حتى مات.
وقال «الأصمعي» ت 315 هـ: قلت: «لأبي عمرو بن العلاء»: قرأت على «ابن كثير»؟ قال: نعم، ختمت عليه القرآن بعد ما ختمت على «مجاهد» وكان «ابن كثير» أعلم بالعربية من «مجاهد» وكان فصيحا، بليغا، مفوها، أبيض اللحية، طويلا، أسمر جسيما، يخضب بالحناء، عليه السكينة والوقار.
تلقى «ابن كثير» القرآن عن كل من: «أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي ت 68 هـ، وأبي الحجاج مجاهد بن جبر ت 104 هـ و «درباس» مولى «ابن عباس».
وقرأ «عبد الله بن السائب» شيخ «ابن كثير» على: «أبي بن كعب» و «عمر بن الخطاب» رضي الله عنهما.
وقرأ «مجاهد بن جبر» شيخ ابن كثير على: «عبد الله بن عباس، وعبد الله ابن السائب».
وقرأ «عبد الله بن عباس» على «أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت».
وقرأ كل من زيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم. من هذا يتبيّن أن قراءة «ابن كثير» متواترة، ومتصلة السند بالنبي صلى الله عليه وسلّم، ولا زال المسلمون يتلقون قراءة «ابن كثير» بالرضا والقبول حتى الآن، وأحمد الله تعالى أني تلقيتها وقرأت بها.
ولقد كان «ابن كثير» مدرسة وحده، وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم:
البزّي: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبيّ بزّة ت 250 هـ.
وقنبل: محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي ت 291 هـ.
وإسماعيل بن عبد الله القسطنطين ت 170 هـ.
والخليل بن أحمد الفراهيدي ت 170 هـ.
وسفيان بن عيينة ت 198 هـ.
وقد حدث «ابن كثير» عن «عبد الله بن الزبير، وأبي المنهال عبد الرحمن ابن مطعم، وعكرمة، ومجاهد بن جبر» وغيرهم كثير.
كما روى عنه: «ابن جريج، وإسماعيل بن أمية، وزمعة بن صالح، وعمر ابن حبيب المكي، وحماد بن سلمة» وآخرون.
توفي «ابن كثير» سنة مائة وعشرين من الهجرة، عن خمس وسبعين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وتجويده. رحم الله «ابن كثير» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.




مصادر و المراجع :

١- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

المؤلف: محمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید